تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِي عِوَجٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (28)

قوله تعالى : { قرآنا عربيا } أي جعلناه قرآن عربيا كقوله : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا } [ يوسف : 2 ] لكي يفقهوه ، ويعرفوه ، كقوله تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } [ إبراهيم : 4 ] .

وقوله تعالى : { غير ذي عِوج } يحتمل وجهين :

أحدهما : أنه لا يخالف الكتب السالفة ، بل يوافقها ، لأن كُتب الله جاءت كلها على الدعاء إلى توحيد الله وربوبيّته . فكذلك القرآن ، فهو لا يخالف سائر الكتب ، بل يوافقها .

والثاني : لا عِوج فيه لما لا يخالف بعضه بعضا ، ولا يناقض ، بل خرج كله موافقا بعضه بعضا مستقيما على تباعد نزوله في الأوقات ، وبالله التوفيق .

وأصل{ غير ذي عوج } أي ليس بمائل ولا زائغ عن الحق .

وقوله تعالى : { لعلهم يتقون } المهالك أو سخط الله ونقمته .