الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

{ حَآفِّينَ } محدقين من حوله { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } يقولون : سبحان الله والحمد لله ، متلذذين لا متعبدين .

فإن قلت : إلام يرجع الضمير في قوله : { بَيْنَهُمْ } ؟ قلت : يجوز أن يرجع إلى العباد كلهم ، وأن إدخال بعضهم النار وبعضهم الجنة لا يكون إلاّ قضاء بينهم بالحق والعدل ، وأن يرجع إلى الملائكة ، على أن ثوابهم - وإن كانوا معصومين جميعاً - لا يكون على سنن واحد ، ولكن يفاضل بين مراتبهم على حسب تفاضلهم في أعمالهم ، فهو القضاء بينهم بالحق .

فإن قلت : قوله : { وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ } من القائل ذلك ؟ قلت : المقضي بينهم إما جميع العباد وإما الملائكة ، كأنه قيل : وقضى بينهم بالحق ، وقالوا : الحمد لله على قضائه بيننا بالحق ، وإنزال كل منا منزلته التي هي حقه .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم « من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه يوم القيامة وأعطاه الله ثواب الخائفين الذي خافوا » وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر .