الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (20)

فإن قلت : ( ما ) في قوله : { حتى إِذَا مَا جَاءوهَا } ما هي ؟ قلت : مزيدة للتأكيد ، ومعنى التأكيد فيها : أنّ وقت مجيئهم النار لا محالة أن يكون وقت الشهادة عليهم ، ولا وجه لأن يخلو منها . ومثله قوله تعالى : { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءامَنْتُمْ بِهِ } [ يونس : 51 ] أي : لا بدّ لوقت وقوعه من أن يكون وقت إيمانهم به شهادة الجلود بالملامسة للحرام ، وما أشبه ذلك مما يفضي إليها من المحرّمات .

فإن قلت : كيف تشهد عليهم أعضاؤهم وكيف تنطق ؟ قلت : الله عزّ وجلّ ينطقها كما أنطق الشجرة بأن يخلق فيها كلاماً .