الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (20)

ثم قال تعالى : { حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم } . هذا الكلام في حذف مفهوم ، واختصار{[60230]} بليغ ، ( وهذا أمر معجز ){[60231]} القرآن .

والتقدير : حتى إذا جاءوا النار سئلوا عن كفرهم وجحودهم ، فأنكروا بعد أن شهد{[60232]} عليهم النبيئون والمؤمنون ، فعند ذلك تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون في الدنيا .

وأكثر المفسرين على أن الجلود هنا : {[60233]} الفروج{[60234]} . كنى عنها كما كنى عن النكاح بالمس .

وقيل عنى بها الجلود بعينها ، وهو اختيار الطبري{[60235]} لأنه{[60236]} الأشهر المستعمل في كلام العرب ، ولا يحسن نقل{[60237]} المعروف في كلامها إلى غيره إلا بحجة ودليل يجب له التسليم .

قال ابن مسعود ( رضي الله عنه ){[60238]} يجادل المنافق عند الميزان ويدفع الحق ويدعي الباطل فيختم على فيه{[60239]} ، ثم تستنطق{[60240]} جوارحه فتشهد{[60241]} عليه ، ثم يطلق عنه{[60242]} فيقول : بعدا لكن{[60243]} إنما كنت أجادل عنكن .


[60230]:(ت): واختار.
[60231]:(ح): ومعجز.
[60232]:(ح): يشهد.
[60233]:(ح): هاهنا.
[60234]:قال بهذا التفسير الحكم الثقفي وعبيد الله بن أبي جعفر. انظر: جامع البيان 24/68، والمحرر الوجيز 14/175. وقال به أيضا الفراء. انظر: معاني الفراء 3/16، وإعراب النحاس 457. إلا أن القرطبي خالف هذا بقوله: (أكثر المفسرين عنى بالجلود: الجلود بأعيانها) انظر: جامع القرطبي 15/350.
[60235]:انظر : جامع البيان 24/68، وإعراب النحاس 4/57.
[60236]:(ح): قال لأنه.
[60237]:(ت): تقول وهو منطمس.
[60238]:ساقط من (ح).
[60239]:(ت): ما فيه.
[60240]:(ح): يستنطق.
[60241]:(ح): فيشهد.
[60242]:(ح): عليه.
[60243]:(ت): لكم.