الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ} (15)

{ زَحْفاً } حال من الذين كفروا . والزحف : الجيش الدهم لذي يرى لكثرته كأنه يزحف ، أي يدب دبيباً ، من زحف الصبي إذا دبّ على إسته قليلاً قليلاً ، سمي بالمصدر والجمع زحوف والمعنى : إذا لقيتموهم للقتال وهم كثير جم وأنتم قليل فلا تفرّوا ، فضلاً أن تدانوهم في العدد أو تساووهم ، أو حال من الفريقين . أي إذا لقيتموهم متزاحفين هم وأنتم ، أو حال من المؤمنين كأنهم أُشعروا بما كان سيكون منهم يوم حنين حين تولوا مدبرين ، وهم زحف من الزحوف اثني عشر ألفاً ، وتقدمه نهي لهم عن الفرار يومئذٍ .