الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآياتها تسع عشرة .

عن ابن عباس ومجاهد : هي أول سورة نزلت ، وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم . محل { باسم رَبّكَ } النصب على الحال ، أي : اقرأ مفتتحاً باسم ربك ، قل : بسم الله ، ثم اقرأ .

فإن قلت : كيف قال : { خَلَقَ } فلم يذكر له مفعولاً ، ثم قال : { خَلَقَ الإنسان } ؟ قلت : هو على وجهين : إما أن لا يقدّر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه . وإما أن يقدّر ويراد خلق كل شيء ، فيتناول كل مخلوق ، لأنه مطلق ، فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض .