تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةٖ فِيهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِي زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبٞ دُرِّيّٞ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٖ مُّبَٰرَكَةٖ زَيۡتُونَةٖ لَّا شَرۡقِيَّةٖ وَلَا غَرۡبِيَّةٖ يَكَادُ زَيۡتُهَا يُضِيٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارٞۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٖۚ يَهۡدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (35)

{ *الله نور السماوات والأرض } يعني : بنوره يهتدي من في السموات والأرض { مثل نوره } الذي أعطى المؤمن في قلبه { كمشكاة } تفسير ابن عمر قال : المشكاة : الكوة{[909]} في البيت التي ليست بنافذة { فيها مصباح } يعني : السراج { المصباح في زجاجة } يعني : القنديل { الزجاجة كأنها كوكب دري } أي : منير ضخم .

قال محمد : من قرأ ( درى ) بلا همز ، فهو منسوب إلى الدر ، ومن قرأ ( درئ ) بالهمز وكسر الدال ، فهو من النجوم الدراري{[910]} .

قوله : { يوقد } يعني : المصباح { من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال قتادة : يعني : لا يفيء عليها ظل شرق ولا غرب هي ضاحية للشمس ، وهي أصفى الزيت وأعذبه قال بعضهم : هي في سفح جبل { يكاد زيتها } يعني : الزجاجة { يضيء ولو لم تمسسه نار } وهذا مثل قلب المؤمن ، يكاد يعرف الحق من قبل أن يتبين له فيما يذهب إليه من موافقة الحق فيما أمر به ، وفيما يذهب إليه من كراهيته ما ينهى عنه { نور على نور } قال مجاهد : نور الزجاجة ونور الزيت ونور المصباح ، فكذلك قلب المؤمن إذا تبين له الحق صار نورا على نور{[911]} .


[909]:هي ثقب البيت، ويقال: الكوة بالفتح أيضا (الصحاح:كوى).
[910]:قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص (درى) منسوب إلى الدر، وقرأ أبو عمرو والكسائي (دريء)وهو كالسابق، وقرأ في غير السبعة (دريء) وهو بمعنى: الملتمع، وفي اللفظة قراءات أخرى وانظر: السبعة (456)، والحجة لابن خالويه (ص161) ومعاني القراءات (ص335)، والكشف (2/137)، والفراء (2/252)، والطبري (18/109)، وزاد المسير (6/41)، والبحر المحيط (6/455).
[911]:انظر الطبري (9/329).