أخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد في الليل يدعو « اللهم لك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد ، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد ، أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق ، وقولك حق ، ووعدك حق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت » .
وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي عن زيد بن أرقم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة الغداة وفي دبر الصلاة « اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد بأنك أنت الرب وحدك لا شريك لك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمداً عبدك ورسولك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة ، اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصاً لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ، ذا الجلال والإِكرام اسمع واستجب ، الله أكبر الله أكبر نور السموات والأرض ، الله أكبر الله أكبر حسبي الله ونعم الوكيل ، الله أكبر الله أكبر » .
وأخرج الطبراني عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس يقول : اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { الله نور السماوات والأرض } يدبر الأمر فيهما . نجومهما ، وشمسهما ، وقمرهما .
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } الذي أعطاه المؤمن { كمشكاة } مثل الكوّة { فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية } في سفح جبل لا تصيبها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت { يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور } فذلك مثل قلب المؤمن نور على نور { والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة } قال : أعمال الكفار إذا جاؤوا رأوها مثل السراب إذا أتاه الرجل قد احتاج إلى الماء فأتاه فلم يجد شيئاً . فذلك مثل عمل الكافر يرى أن له ثواباً وليس له ثواب { أو كظلمات في بحر لجي } إلى قوله { لم يكد يراها } فذلك مثل قلب الكافر ظلمة فوق ظلمة .
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن الشعبي قال : في قراءة أبي بن كعب { مثل نور المؤمن كمشكاة } .
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله { الله نور السماوات والأرض } يقول : مثل نور من آمن بالله كمشكاة قال : وهي النقرة يعني الكوّة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { مثل نوره } قال : هي خطأ من الكاتب . هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال : مثل نور المؤمن كمشكاة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي عن ابن عباس { الله نور السماوات والأرض } قال : ( هادي أهل السموات وأهل الأرض ) { مثل نوره } مثل هداه في قلب المؤمن { كمشكاة } يقول : موضع الفتيلة يقول : كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار إذا مسته النار ازداد ضوأً على ضوئه ، كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم ، فإذا أتاه العلم ازداد على هدى ونوراً على نور .
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبي العالية قال : هي في قراءة أبي بن كعب مثل نور من آمن به . أو قال مثل من آمن به .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أُبي بن كعب { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } قال : المؤمن الذي جعل الإِيمان والقرآن في صدره ، فضرب الله مثله فقال { الله نور السماوات والأرض } فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال : مثل نور من آمن به فكان أُبي بن كعب يقرؤها : مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الإِيمان والقرآن في صدره { كمشكاة } قال : فصدر المؤمن المشكاة { فيها مصباح } والمصباح : النور ، وهو القرآن ، والإِيمان الذي جعل في صدره { في زجاجة } والزجاجة : قلبه . { كأنها كوكب دري } فقلبه مما استنار فيه القرآن والإِيمان كأنه كوكب دري يقول : كوكب مضيء . { توقد من شجرة مباركة } والشجرة المباركة : أصل المبارك الإِخلاص لله وحده . وعبادته لا شريك له . { زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال : فمثله كمثل شجرة التف بها الشجر ، فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حالة كانت ، لا إذا طلعت ، ولا إذا غربت ، فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصله شيء من الفتن ، وقد ابتلي بها فثبته الله فيها ، فهو بين أربع خلال . إن قال صدق ، وإن حكم عدل ، وأن أعطى شكر ، وإن ابتلى صبر . فهو في سائر الناس كالرجل الحي ، يمشي بين قبور الأموات { نور على نور } فهو يتقلب في خمسة من النور . فكلامه نور ، وعمله نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره إلى نور يوم القيامة إلى الجنة . ثم ضرب مثل الكافر فقال { والذين كفروا أعمالهم كسراب . . . } قال : وكذلك الكافر يجيء يوم القيامة وهو يحسب أن له عند الله خيراً فلا يجده ، ويدخله الله النار قال : وضرب مثلاً آخر للكافر فقال { أو كظلمات في بحر لجي } فهو يتقلب في خمس من الظلم : فكلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومخرجه ظلمة ، ومدخله ظلمة ، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار .
فكذلك ميت الأحياء يمشي في الناس لا يدري ماذا له وماذا عليه .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن اليهود قالوا لمحمد : كيف يخلص نور الله من دون السماء ؟ فضرب الله مثل ذلك لنوره فقال { الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة } والمشكاة : كوة البيت . { فيها مصباح } وهو السراج يكون في الزجاجة . وهو مثل ضربه الله لطاعته ، فسمى طاعته نوراً ، ثم سماها أنواعاً شتى { لا شرقية ولا غربية } قال : هي وسط الشجرة لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت وذلك لوجود الزيت { يكاد زيتها يضيء } يقول : بغير نار { نور على نور } يعني بذلك إيمان العبد وعمله { يهدي الله لنوره من يشاء } هو مثل المؤمن .
وأخرج الطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله { كمشكاة فيها مصباح } قال : المشكاة : جوف محمد صلى الله عليه وسلم . والزجاجة : قلبه . والمصباح : النور الذي في قلبه . { توقد من شجرة مباركة } الشجرة : إبراهيم . { زيتونة لا شرقية ولا غربية } لا يهودية ولا نصرانية ثم قرأ { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين } [ آل عمران : 67 ] .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن شمر بن عطية قال : جاء ابن عباس رضي الله عنهما إلى كعب الأحبار فقال : حدثني عن قول الله { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } قال : مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة قال : المشكاة : الكوة : ضربها مثلاً لفمه { فيها مصباح } والمصباح : قلبه . { في زجاجة } والزجاجة : صدره . { كأنها كوكب دري } شبه صدر محمد صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري ، ثم رجع إلى المصباح . إلى قلبه فقال : توقد من شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضيء قال : يكاد محمد صلى الله عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم أنه نبي ، كما يكاد ذلك الزيت أنه يضيء ولو لم تمسسه نار .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { الله نور السماوات والأرض } قال : الله هادي أهل السموات والأرض { مثل نوره } يا محمد في قلبك كمثل هذا المصباح في هذه المشكاة ، فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادك في قلبك . وشبه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري الذي لا يخبو { توقد من شجرة مباركة زيتونة } تأخذ دينك عن إبراهيم عليه السلام . وهي الزيتونة { لا شرقية ولا غربية } ليس بنصراني فيصلي نحو المشرق ، ولا يهودي فيصلي نحو المغرب { يكاد زيتها يضيء } فيقول : يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يوحى إليه بالنور الذي جعل الله في قلبه .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { مثل نوره } قال : محمد صلى الله عليه وسلم { يكاد زيتها يضيء } قال : يكاد من رأى محمداً صلى الله عليه وسلم يعلم أنه رسول الله وإن لم يتكلم .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه { الله نور السماوات والأرض مثل نوره } قال : مثل نور المؤمن .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه { مثل نوره } قال : مثل هذا القرآن في القلب { كمشكاة } قال : ككوة .
وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال : إن إلهي يقول « إن نوري هداي » .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله { كمشكاة } قال : هي موضع الفتيلة من القنديل .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { كمشكاة } قال : ككوة .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنه قال { كمشكاة } الكوة .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : { المشكاة } بلسان الحبشة . الكوة .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال : { المشكاة } الكوة بلغة الحبشة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن عياض { كمشكاة } قال : ككوة بلسان الحبشة .
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { كمشكاة } قال : الكوة التي ليست بنافذة .
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك . مثله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال { المشكاة } الكوة التي ليس لها منفذ { والمصباح } السراج .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { مثل نوره } قال : مثل نور الله في قلب المؤمن { كمشكاة } قال : الكوة { كأنها كوكب دري } قال : منير يضيء { زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال : لا يفي عليها ظل شرقي ولا غربي كنا نتحدث أنها صاحبة الشمس . وهو أصفى الزيت ، وأطيبه ، وأعذبه ، هذا مثل ضربه الله للقرآن أي قد جاءكم من الله نور وهدى متظاهر أن المؤمن يسمع كتاب الله . فوعاه ، وحفظه ، وانتفع بما فيه ، وعمل به ، فهذا مثل المؤمن .
وأخرج عبد بن الحميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { كمشكاة } قال : الصفر الذي في جوف القنديل { فيها مصباح } قال : السراج { في زجاجة } قال : القنديل { لا شرقية ولا غربية } قال : هي الشمس من حين تطلع إلى أن تغرب ليس لها ظل ، وذلك أضوأ لزيتها ، وأحسن له ، وأنور له { نور على نور } قال : النار على الزيت جاورته .
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك { كأنها كوكب دري } قال : يعني الزهرة . ضرب الله مثل المؤمن مثل ذلك النور يقول : قلبه نور ، وجوفه نور ، ويمشي في نور .
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { كوكب دري } قال : ضخم .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { زيتونة لا شرقية ولا غربية } قال : قلب إبراهيم لا يهودي ولا نصراني .
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا شرقية ولا غربية } قال : شجرة لا يظلها كهف ولا جبل ، ولا يواريها شيء ، وهو ، أجود لزيتها .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنه ومحمد بن سيرين . مثله .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا شرقية ولا غربية } قال : ليست شرقية ليس فيها غرب ، ولا غربية ليس فيها شرق ، ولكنها شرقية غربية .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { لا شرقية ولا غربية } قال : هي في وسط الشجر لا تصيبها الشمس في شرق ولا غرب ، وهي من وجوه الشجر .
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك ومحمد بن كعب . مثله .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية . ولكنه مثل ضربه الله لنوره .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما { توقد من شجرة مباركة } قال : رجل صالح { لا شرقية ولا غربية } قال : لا يهودي ولا نصراني .
وأخرج عبد بن حميد في مسنده والترمذي وابن ماجة عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة » .
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي أسيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة » .
وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة رضي الله عنها « أنها ذكر عندها الزيت فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن يؤكل ، ويدهن ، ويستعط به ، ويقول " إنه من شجرة مباركة " .
وأخرج الطبراني عن شريك بن سلمة قال : ضفت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة ، فأطعمني كسوراً من رأس بعير بارد ، وأطعمنا زيتاً . وقال : هذا الزيت المبارك الذي قال الله لنبيه .
وأخرج عبد بن الحميد عن عكرمة { يكاد زيتها يضيء } يقول : من شدة النور .
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الضوء إشراق الزيت .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { نور على نور } قال : نور النار ونور الزيت حين اجتمعا أضاءا . وكذلك نور القرآن ونور الإِيمان .
وأخرج ابن مردويه عن أبي العالية { نور على نور } قال : أتى نور الله تعالى على نور محمد .