تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قِيلَ لَهَا ٱدۡخُلِي ٱلصَّرۡحَۖ فَلَمَّا رَأَتۡهُ حَسِبَتۡهُ لُجَّةٗ وَكَشَفَتۡ عَن سَاقَيۡهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ صَرۡحٞ مُّمَرَّدٞ مِّن قَوَارِيرَۗ قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (44)

{ قيل لها ادخلي الصرح } تفسير الكلبي : إن الجن استأذنوا سليمان ، فقالوا : ذرنا فلنبن لها صرحا أي : قصرا من قوارير فننظر كيف عقلها ، وخافت الجن أن يتزوجها سليمان فتطلعه على أشياء كانت الجن تخفيها منه .

قال يحيى : بلغني أن أحد أبويها كان جنيا ، فلذلك تخوفوا ذلك منها .

قال الكلبي : فأذن لهم فعمدوا إلى الماء ففجروا في أرض فضاء ، ثم أكثروا فيه من الحيتان والضفادع ، ثم بنوا عليه سترة من زجاج ، ثم بنوا حوله{[991]} صرحا ممردا من قوارير ، والممرد : الأملس ، ثم أدخلوا [ عرش سليمان وعرشها وكراسي عظماء الملوك ، ثم دخل سليمان ، ودخل معه عظماء جنوده ]{[992]} ثم قيل لها : ادخلي الصرح وفتح الباب ، فلما أرادت الدخول إذا هي بالحيتان والضفادع ، فظنت أنه مكر لها لتغرق ، ثم نظرت فإذا هي بسليمان على سريره ، والناس عنده على الكراسي ، فظنت أنها بمخاضة ، فكشفت عن ساقيها وكان بها برص ، فلما رآها سليمان كرهها ، فلما عرفت الجن أن سليمان قد رأى منها ما كانت تكتم من الناس ، قالت لها الجن : لا تكشفي عن ساقيك ، ولا عن قدميك ، فإنما هو صرح من قوارير .

قال محمد : كل بناء مطول : صرح ، والممرد يقال منه : مردت الشيء إذا بلطته أو ملسته ، ومن ذلك الأمرد الذي لا شعر في وجهه .

{ قالت رب إني ظلمت نفسي } أي : نقصتها ، يعني : ما كانت عليه من الكفر .


[991]:هكذا في الأصل، والذي في البريطانية [ عليه].
[992]:ما بين [ ] طمس في الأصل وما أثبت من البريطانية.