تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦٓ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا سَـَٔاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِيكُم بِشِهَابٖ قَبَسٖ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} (7)

{ إذ قال موسى لأهله } . قال محمد : قيل : المعنى : اذكر إذ قال موسى لأهله .

{ إني آنست نارا } أي : أبصرت { سآتيكم منها بخبر } الطريق وكان على غير طريق { أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون( 7 ) } لكي تصطلوا .

قال محمد : كل ذي نور فهو شهاب في اللغة ، والقبس : النار تقتبس ، تقول : قبست النار قبسا ، واسم ما قبست : قبس{[982]} .


[982]:قال القرطبي: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: بتنوين "شهاب" والباقون بغير تنوين على الإضافة، أي بشعلة نار، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، وزعم الفراء في ترك التنوين، أنه بمنزلة قوله: ولدار الآخرة، ومسجد الجامع، وصلاة الأولى، ويضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلفت أسماؤه. قال النحاس: إضافة الشيء إلى نفسه محال عند البصريين لأن معنى الإضافة في اللغة ضم شيء إلى شيء فمحال أن يضم الشيء إلى نفسه، و؟إنما يضاف الشيء إلى الشيء ليتبين به معنى الملك أو النوع، فمحال أن يتبين انه مالك نفسه أو من نوعها. (وشهاب قبس) إضافة النوع والجنس، كما تقول: ثوب خز وخاتم حديد وشبهه. والشهاب كل ذي نور، نحو الكوكب والعود الموقد، والقبس اسم لما يقتبس من جمر وما أشبهه، فالمعنى بشهاب من قبس، يقال: أقبست قبسا، والاسم قبس، كما نقول: قبضت قبضا، والاسم القبض، ومن قرأ ((بشهاب قبس)) جعله بدلا منه، المهدوي: أو صفة له، لأن القبس يجوز أن يكون اسما غير صفة، ويجوز أن يكون صفة، فأما كونه غير صفة فلأنهم قالوا: قبسته أقبسه قبسا، والقبس المقبوس، وإذا كان صفة فالأحسن أن يكون نعتا، والإضافة فيه إذا كانت غير صفة احسن، وهي إضافة النوع إلى جنسه كخاتم فضة وشبهه، ولو قرئ بنصب قبس على البيان أو الحال كان أحسن ويجوز في غير القرآن، بشهاب قبسا على انه مصدر أو بيان حال ا هـ (القرطبي 13/167، 168).