بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦٓ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا سَـَٔاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِيكُم بِشِهَابٖ قَبَسٖ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} (7)

قوله عز وجل : { إِذْ قَالَ موسى لأهْلِهِ } قال بعضهم : معناه إنه عليم بما نزل عليك ، كعلمه بقول موسى عليه السلام ويقال : حكمت لك بالنبوة ، كما حكمت لموسى ، إذ قال لأهله : { إِنّى آنَسْتُ نَاراً } يعني : رأيت ناراً { سآتيكم منها بخبر } يعني : خبر الطريق { أو آتيكم بشهاب قبس } يعني : بنارٍ ويقال : كل أبيض ذو نور فهو شهاب ، والقبس كل ما يقتبس من النار ، والقبس يعني : المقبوس . كما يقال : ضرب فلان ، يعني : مضروبه .

قرأ عاصم وحمزة والكسائي { شِهَابٌ *** قَبَسٍ } بالتنوين ، وقرأ الباقون بغير تنوين ، فمن قرأ منوناً ، جعل القبس نعت الشهاب ومن قرأ بشهاب غير منون ، أضاف الشهاب إلى القبس ثم قال { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } يعني : تستدفئون من البرد .