قوله تعالى : { إِذْ قَالَ موسى لأَهْلِهِ . . . } الآيات ، يجوز أن يكون «إذْ » منصوباً بإضمار اذكر{[38237]} ، أو ( يعلم ) مقدر مدلولا عليه ب «عليم »{[38238]} ، ( أو ب «عليم »{[38239]} ){[38240]} وفيه ضعف لتقيد الصفة بهذا الظرف{[38241]} .
فصل{[38242]} :
{ إِذْ قَالَ موسى لأَهْلِهِ } في مسيره من مدين إلى مصر{[38243]} ، قيل : إنه لم يكن مع موسى - عليه السلام {[38244]}- غير امرأته ابنة شعيب - عليه السلام{[38245]} - ، وقد كنى الله عنها بالأهل ، فتبع{[38246]} ذلك ورود الخطاب بلفظ الجمع{[38247]} ، وهو قوله : { امكثوا إني آنَسْتُ }{[38248]} : أبصرت ناراً ، وذلك أنهما كانا يسيران ليلاً وقد اشتبه الطريق عليهما ، والوقت وقت برد ، وفي{[38249]} مثل هذا الحال تقوى النفس بمشاهدة نار لما يرجى فيها من زوال الحيرة في أمر الطريق ، ومن الانتفاع بالنار للاصطلاء ، فلذلك{[38250]} بشرها فقال : { إني آنَسْتُ{[38251]} نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ }{[38252]} والخبر : ما يخبر به{[38253]} عن حال الطريق ؛ لأنه كان قد ضله{[38254]} . ثم{[38255]} في الكلام حذف ، وهو أنه لما أبصر النار توجه إليها ، وقال : سآتيكم منها بخبر يعرف به الطريق{[38256]} .
قوله : { أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } قرأ الكوفيون{[38257]} بتنوين «شِهَاب »{[38258]} ، على أن «قَبَس » بدل من «شِهَابٍ »{[38259]} أو صفة له{[38260]} ، لأنه{[38261]} بمعنى مقبوس ، كالقبض{[38262]} والنفض{[38263]} ، والباقون بالإضافة{[38264]} على البيان{[38265]} ، لأنَّ الشِّهاب يكون قبساً وغيره .
والشِّهَابُ : الشُّعلة ، والقَبَسُ : القطعة منها يكون في عودٍ{[38266]} وغير عود . و «أو » : على بابها من التنويع ، والطاء في «تَصْطَلُونَ » : يدل من تاء الافتعال ، لأنه من صَلِيَ بالنار{[38267]} .
فإن قيل : قال هاهنا : { سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ }{[38268]} ، وفي موضع آخر ، { لعلي آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ } [ القصص : 29 ] وهما كالمتدافعين ، لأن أحدهما تَرَجٍّ والآخر تيقن{[38269]} .
فالجواب{[38270]} : قد يقول الراجي إذا قوي رجاؤه : سأفعل كذا ، و{[38271]} سيكون كذا ، مع تجويزه الخيبة{[38272]} . فإن قيل : كيف جاء بسين التسويف ؟ .
فالجواب : عدة لأهله أنه{[38273]} يأتيهم به ، وإن أبطأ ، أو كانت المسافة بعيدة{[38274]} ، وأدخل «أو » بين الأمرين المقصودين ، يعني الرجاء على أنه إن لم يظفر بهذين المقصودين ، ظفر بأحدهما ، إما هداية الطريق ، وإما اقتباس النار ، ثقة منه بعادة الله تعالى لأنه لا يكاد يجمع بين حرمانين على عبده{[38275]} . «لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ » تستدفئون من البرد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.