تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ} (12)

{ وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم . . . } إلى قوله : { والله عليم حكيم } تفسير الكلبي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وادع أهل مكة سنة ؛ وهو يومئذ بالحديبية ، فحبسوه عن البيت ، ثم صالحوه ؛ على أنك ترجع عامك هذا ولا تطأ بلدنا ، ولا تنحر البدن من أرضنا ، وأن نخليها لك عاما قابلا ثلاثة أيام ، ولا تأتينا بالسلاح إلا سلاحا تجعلها في قراب وأنه من صبأ منا إليك فهو إلينا رد . فصالحهم رسول الله على ذلك ، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا ، ثم إن حلفاء رسول الله من خزاعة قاتلوا حلفاء بني أمية من بني كنانة ؛ فأمدت بنو أمية حلفاءهم بالسلاح والطعام ، فركب ثلاثون رجلا من حلفاء رسول الله من خزاعة فيهم بديل بن ورقاء ، فناشدوا رسول الله الحلف ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعين حلفاءه وأنزل الله على نبيه : { وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم } : لا عهد لهم { لعلهم ينتهون } .