تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ} (12)

وقوله تعالى : ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ ) يحتمل قوله ( أيمانهم ) العهود نفسها كقوله : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) ثم ذكر العهود ، ثم قال : ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )[ النحل : 91 ] .

ويحتمل قوله : ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم ) أيمانا يحلفون [ بها ][ ساقطة من الأصل وم ] بعد إعطاء العهد توكيدا بألا[ في الأصل وم : لئلا ] ينقضوا العهد ، إذا [ عاهدوكم ، ونقض العهد نكثه ][ في الأصل وم : عاهدتم نقض العهد ونكثه ] .

وقوله تعالى : ( فقاتلوا أئمة الكفر ) وتخصيص الأمر بمقاتلة الأئمة [ بوجوه :

أحدها ][ ساقطة من الأصل ] : لما أن الأتباع أبدا يقلدون الأئمة ويصدرون عن آرائهم وتدبيرهم . فإذا قاتلوهم اتبع الأتباع فلهم .

والثاني : لنفي الشبه أن ليس الأئمة /208-بنهم كأصحاب الصوامع ، وإن كانوا هم أئمة في العبادة ، فلا يترك مقاتلتهم كما يترك مقاتلة أصحاب الصوامع قد عزلوا[ من م ، في الأصل : عرفوا ] أنفسهم عن الناس عن جميع المنافع ، وحبسوها للعبادة ، والأئمة ليسوا كذلك .

والثالث : خص الأئمة بالقتال لأنهم إذا قتلوهم لم يبق لهم إمام في الكفر ، فيذهب الكفر رأسا ، وهو كقوله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )الآية[ البقرة : 193 ] .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( إنهم لا أيمان لهم ) يحتمل ( لا أيمان لهم ) لا عهد لهم بعد نقضهم العهد ؛ أي لا توفوا لهم العهد الذي كان لهم إذا نقضوا . ويحتمل ( لا أيمان لهم ) أي لا يعطى لهم العهد أبدا .

وفيه لغة أخرى لا إيمان لهم بكسر[ انظر معجم القراءات القرآنية3/10 ] الألف ؛ أي لا يؤمنون أبدا . فإن كان كذلك [ فذلك في قوم ، علم الله أنهم لا يؤمنون أبدا ][ ساقطة من م ] .

وفائدة قوله[ في الأصل وم : قولهم ] ( إنهم لا أيمان لهم ) تخرج على وجهين :

أحدهما : أن أهل العهد إذا نقضوا العهد ينقض ذلك ، ويتركون على النقض ، ويقاتلون بعد النقض .

[ والثاني : ليسوا ][ في الأصل وم : يصل ] كأهل الذمة إذا نقضوا الذمة لا يتركون ذلك ، ولكن يرتدون[ في الأصل وم : يريدون ] إلى الذمة ، ولا تنقض الذمة بينهم .

وقال الحسن : قوله : ( لا أيمان لهم ) يقول : لا تصديق لهم .

وقوله تعالى : ( لعلهم ينتهون ) عن نقض العهد .