تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة براءة وهي مدنية كلها

قال يحيى : وحدثني أبو الجراح المهري ، عن عوف ، عن يزيد الفارسي ، عن ابن عباس قال : " قلت لعثمان بن عفان : كيف جعلتم الأنفال وهي من المئين مع براءة وهي من الطوال ، ولم تكتبوا بينهما سطر " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تنزل عليه الثلاث الآيات والأربع الآيات ، وأقل من ذلك وأكثر ؛ فيقول : اجعلوا آية كذا وكذا في سورة كذا وكذا من موضع كذا وكذا . وإنه قبض ولم يقل لنا في الأنفال شيئا ، ونظرنا فرأينا قصصهما متشابها ، فجعلناها معها ولم نكتب بينهما سطر : بسم الله الرحمن الرحيم " {[1]} .

قوله : { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين } يقول لنبي الله وأصحابه : براءة العهد الذي كان بين رسول الله وبين مشركي العرب .


[1]:- أخرجه الترمذي 5/183، ح 2950)، وقال: حسن صحيح، النسائي في الكبرى (5/30، 31 ح8084-8085)، الإمام أحمد في مسنده (1/233)، الطبري في تفسيره (1/58، ح75).