الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ} (12)

وقوله : { وإن نكثوا أيمانهم }[ 12 ] .

أي : وإن نكث هؤلاء المشركون عهودهم{[28273]} من بعد ما عاهدوكم{[28274]} .

{ وطعنوا في دينكم }[ 12 ] .

أي : قدحوا فيه ، وثلبوه وعابوه{[28275]} .

{ فقاتلوا أئمة الكفر }[ 12 ] .

أي : رؤوس أهل الكفر{[28276]} .

{ إنهم لا أيمان لهم }[ 12 ] .

من قرأ ب : " فتح الهمزة " {[28277]} فمعناه : لا عهود لهم{[28278]} ، وهو جمع " يمين " {[28279]} .

ومن كسر{[28280]} احتمل معنيين :

أحدهما أن يكون معناه : لا إسلام{[28281]} لهم ، فيكون مصدر : آمن الرجل يؤمن{[28282]} : إذا أسلم .

ويحتمل أن يكون مصدر : آمنته من الأمن ، فيكون المعنى : لا تؤمنوهم ، ولكن اقتلوهم{[28283]} .

و{ أئمة } : جمع إمام{[28284]} ، وهو : أبو جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، ونضراؤهم الذين همُّوا بإخراجه{[28285]} .

وقال السدي : هم قريش{[28286]} .

وقال حذيفة : ما قوتل أهل هذه الآية بعد{[28287]} .

وأصل " النكث " : النقض{[28288]} .

{ لعلهم ينتهون }[ 12 ] .

أي : /ينتهون عن الشرك ونقض العهود .


[28273]:في الأصل: المشركين وهو خطأ ناسخ.
[28274]:انظر: جامع البيان 14/153.
[28275]:المصدر نفسه، باختصار يسير. وثلبه: صرح بالعيب فيه وتنقصه، وبابه ضرب. المختار/ثلب. قال ابن كثير في تفسيره 2/339: "من هاهنا أخذ قتل من سب الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، أو من طعن في دين الإسلام، أو ذكره بنقص". انظر: أحكام ابن العربي 2/905، وتفسير القرطبي 8/53.
[28276]:في معاني القرآن للفراء 1/425: "رؤوس الكفر".
[28277]:وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/500، وكتاب السبعة في القراءات 312، وإعراب القراءات السبع 1/235.
[28278]:جامع البيان 14/157.
[28279]:انظر: الكشف 1/500، وجامع البيان 14/157، وإعراب القراءات السبع 1/235، وحجة القراءات 315، وهو الاختيار فيها: "لأن المعنى عليه، ولأن الجماعة عليه"، حسب عبارة مكي.
[28280]:وهي قراءة ابن عامر وحده، المصادر نفسها السالفة في توثيق قراءة الفتح. وهي في معاني القرآن للفراء 1/425، وجامع البيان 14/157، قراءة الحسن أيضا. انظر: المحرر الوجيز 3/12، والبحر المحيط 5/17.
[28281]:معاني القرآن للفراء 1/425 ومعاني القرآن للزجاج 2/435، وحجة القراءات 315. وينظر: الكشف 1/500، والمحرر الوجيز 3/12، والبحر المحيط 5/17.
[28282]:إعراب القراءات السبع 1/235.
[28283]:في جامع البيان 14/157: "...أراد بقراءته....: أنهم لا أمان لهم، أي: لا تؤمنوهم، ولكن اقتلوهم حيث وجدتموهم، كأنه أراد المصدر من قول القائل: "آمنته فأنا أؤمنه إيمانا".
[28284]:قال في مشكل إعراب القرآن 1/324: "...وزن {أئمة}، أفعلة جمع إمام...". وفي معاني القرآن للزجاج 2/434: "فالأصل في اللغة: أَأْممة، لأنه جمع إمام، مثل: مثال وأمثلة...". وقرئ بتحقيق الهمزتين، وبتحقيق الأولى وتليين الثانية. انظر: توجيههما في الكشف 1/498.
[28285]:جامع البيان 14/154، وانظر فيه من قال ذلك.
[28286]:المصدر نفسه 14/155، باختصار.
[28287]:جامع البيان 14/155، 156.
[28288]:في المصدر نفسه 14/157: "...يقال منه: "نكث فلان قوى حبله"، إذا نقضها".