محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ} (12)

12 { وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون } .

{ وإن نكثوا } أي نقضوا { أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر } أي فقاتلوهم . وإنما أوثر ما عليه النظم الكريم ، للإيذان بأنهم صاروا / بذلك ذوي رياسة وتقدم في الكفر ، أحقاء بالقتل ، والقتال . وقيل : المراد بالأئمة رؤساؤهم وصناديدهم وتخصيصهم بالذكر إما لأهمية قتلهم ، أو للمنع من مراقبتهم ، لكونهم مظنة لها أو للدلالة على استئصالهم ، فإن قتلهم غالبا يكون بعد قتل من دونهم أفاده أبو السعود . { إنهم لا أيمان لهم } جمع يمين أي لا عهود لهم على الحقيقة ، حيث لا يراعونها ولا يعدون نقضها محذورا فهم ، وإن تفوهوا بها ، لا عبرة بها . وقرئ { لا إيمان } بكسر الهمزة ، أي لا إسلام ولا تصديق لهم ، حتى يرتدعوا عن النقض والطعن { لعلهم ينتهون } أي عن الكفر والطعن ويرجعون إلى الإيمان .

تنبيه :

قال السيوطي في ( الإكليل ) : استدل بهذه الآية من قال إن الذمي الذي يقتل إذا طعن في الإسلام أو القرآن أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بسوء ، سواء شرط انتقاض العهد به أم لا . واستدل من قال بقبول توبته بقوله : { لعلهم ينتهون } انتهى .