تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (164)

{ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } واعتقابهما لأن كل واحد منهما يعقب الآخر ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ويل لمن قرأ هذه الآية فمحَّ بها ولم يتفكر فيها ولم يعتبر بهَا " وقيل : اختلافهما في الجنس واللون والطول والقصر ، ويقال : لم قدم الليل ؟ قلنا : لأن الليل هو الأصل والضياء طارئ عليه لأنه تَعالى خلق الارض مظلمة ثم خلق الشمس والقمر ، وروي ان المشركين قالوا : أرنا يا محمد آية فنزلت هذه الآية وهي قوله تعالى : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } الى قوله : { لآيات لقوم يعقلون } وقيل : لما نزل قوله تعالى : { والهكم اله واحد } قال المشركون : كيف يسع الناس اله واحد فأنزل الله تعالى : { ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر } يعني السفن التي تجري في البحر { بما ينفع الناس } بركوبها والحمل عليها في التجارات والمكاسب { وما انزل الله من السماء من ماءٍ } يعني المطر واختلفوا في الماء المنزل فقيل : انه ينزل من السماء على الحقيقة ولا مانع من ذلك وهو الظاهر ، وقيل : انه ينزل من السحاب ، وقال بعضهم : انه تعالى بقدرته يحيل السحاب ميَاه البحر مع ملوحته ثم ينزل من السحاب بقدر الحاجة عذباً فراتا { فأحيى به الارض بعد موتها } يعني أحيى الارض بالنبات { وتصريف الرياح } تقلّبها شمالاً وجَنوباً وقبولاً ودبوراً ، وقيل : مجيئها مرة بالرحمة ومرة بالعذاب { والسحاب المسخر } أي المذلل يصرفها { بين السماء والارض } كيف يشاء ، ان في ذلك { لآيات } يعني لحجج ودلالات { لقوم يعقلون } ينظرون بعيون عقولهم ويعتبرون لانها دلائل على عظيم القدرة وباهر الحكمة