التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (164)

/خ163

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ إن في خلق السموات والأرض }الآية . لم يبين هنا وجه كونهما آية ، ولكنه بين ذلك في مواضع اخر . كقوله : { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج . تبصرة وذكرى لكل عبد منيب }وقوله : { الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور . ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير . ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين . واعتدنا لهم عذاب السعير }وقوله في الأرض : { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } .

قوله تعالى{ واختلاف الليل والنهار }لم يبين هنا وجه كون اختلافهما آية ، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله : { قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ؟ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ؟ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون }إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن أبي مالك- غزوان الغفاري-{ الفلك } قال : السفينة .

أخرج الطيالسي( المسند رقم 1089 )واحمد ( المسند 4/12 ، 11 )والطبراني( المعجم الكبير 19/208 رقم 208 ) كلهم من طريق وكيع بن عدس عن أبي رزين العقيلي قال : قلت : يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى ؟ قال : أما مررت بوادي ممحل ثم مررت به خضرا ؟ قال : بلى . قال : فكذلك النشور أو قال : كذلك يحيى الله الموتى .

وهذا لفظ الطيالسي وفي سنده وكيع بن عدس مقبول ولكن قد توبع في رواية ابن أبي حاتم فأخرجه من طريق سليمان بن موسى عن أبي رزين ، والإسناد حسن . وأخرجه الحاكم من الطريق نفسه وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك 4/560 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{ وتصريف الرياح والسحاب المسخر }قال : قادر والله ربنا على ذلك ، إذ شاء جعلها رحمة لواقح للسحاب ونشرا بين يدي رحمته ، وإذ شاء جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح ، إنما هي عذاب على من أرسلت عليه .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ والسحاب المسخر بين السماء والأرض }لم يبين هنا كيفية تسخيره ، ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله{ وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون }وقوله{ ألم تر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله } .