تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (164)

{ إنّ في خلق السماوات } بغير عمد ولا علاّقة ، وشمسها وقمرها ونجومها . { والأرض } بسهلها ، وجبلها ، وبحارها ، وأنهارها ، ومعادنها ، وأشجارها { واختلاف الليل والنهار } بإقبال أحدهما ، وإدبار الأخر . { والفلك } باستقلالها وبلوغها إلى مقصدها ، وجمع الفلك ومفردها بلفظ واحد ، ويذكّر ويؤنّث . { من ماء } مطر يجيء [ غالباً ] عند الحاجة إليه ، وينقطع إذا استغني عنه . { فأحيا به الأرض } بإنبات أشجارها وزروعها ، أو بإجراء أنهارها وعيونها ، فيحيا بذلك الحيوان الذي عليها . { دابة } سمي الحيوان بذلك لدبيبه على وجهها ، والآية - بعد القدرة على إنشائها - فيها تباين خلقها ، واختلاف منافعها ، ومعرفتها بمصالحها . { وتصريف الرياح } جمع ريح أصلها ' أرواح ' .

( إذا هبت الأرواح من نحو جانب *** به آل مي هاج شوقي هبوبها ) وتصريفها : انتقال الشمال جنوباً ، والصبا دبورا ، أو ما فيها من الضر والنفع ، شريح : ما هاجت ريح قط إلا لسقم صحيح ، أو شفاء سقيم . { المسخر } المذلل . وآيته ابتداء نشوءه وتلاشيه ، وثبوته بين السماء والأرض ، وسيره إلى حيث أراده منه .