تفسير الأعقم - الأعقم  
{لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (286)

وقوله : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } أي إلاّ ماهم له في وسعهم مستطيعون { لها ما كسبت } اي لكل نفس جزاء ما عملت من الخير والعمل الصالح { وعليها ما اكتسبت } أي وزر ما عملت من المعاصي ، قال جارالله : فان قلتَ : لم خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب ؟ قلت : بالاكتساب اعتمالٌ ، فلمَّا كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وأمارة به كانت في تحصيله اعمل وأجد فجعلت لذلك مكتسبةً فيه ، ولما لم تكن كذلك في الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال ، قوله تعالى : { ربنا لا تؤاخذنا } أي قالوا ربنا لا تؤاخذنا بالنسيان والخطأ ان فرط منا { ولا تحمل علينا إصراً } يعني ثقلاً ، يعني لا تشدد الأمر علينا { كما حملته } شددته على الذين من قبلنا يعني اليهود { ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } نحو ما كلفت به بنو اسرائيل من أن يقتلوا أنفسهم ، وقيل : المراد به الميثاق { واعف عنا واغفر لنا } أي اعف عن صغائر ذنوبنا واغفر كبائرها { وارحمنا } في الدنيا بالرزق وفي الآخرة بالجنة { أنت مولانا } سيدنا وناصرنا ونحن عبيدك { فانصرنا على القوم الكافرين } بالحجة والغلبة ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أوتيت خواتم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبي قبلي " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنزل الله تعالى آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرّحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة ، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل " اللهم اغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين .