{ لاَ يُكَلِّفُ {[586]} اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } ما يسعه قدرتها ويتسع فيه طوقها ، لا ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها ، { لَهَا مَا كَسَبَتْ } : من خير ، { وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } : من شر ، ولما كان الشر مما تشتهيه النفس ، وهي أجدّ وأعمل فيه ، جعلت لذلك مكتسبة فيه بخلاف الخير ، فإنها لما لم تكن فيه كذلك وصفت بما ليس فيه الاعتمال ، فقال : كسبت ، { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا {[587]} أَوْ أَخْطَأْنَا } سألوا {[588]} الله التجاوز عنهما فأجاب ، ففي {[589]} الحديث " وضع عن أمتي الخطأ والنسيان " ، وأما دعاؤنا حينئذ بهما ، فيمكن أن يكون لإدامة الوعد ، وأن يجعلنا ممن وعد له التجاوز عنهما ، { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً } : تكاليف شاقة ، تأصر صاحبه ، تحبسه في مكانه ، وإن أطقناها ، { كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا } ، مثل الذي حمّلْتَه إياهم فيكون صفة إصرا وهو التكاليف الشاقة وما أصابهم من المحن ، { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ } : من المصائب ، والتشديد هاهنا لتعديته إلى مفعول ثان ، { وَاعْفُ عَنَّا } : امح عنا ذنوبنا ، { وَاغْفِرْ لَنَا } : واستر عيوبنا ، { وَارْحَمْنَا } في الدنيا ، فلا توقعنا في ذنب {[590]} آخر ، { أَنتَ مَوْلاَنَا } : ولينا وناصرنا ، { فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } ، وفي الحديث : " في آخر كل دعوة " {[591]} من هذه الدعوات ، قال الله تعالى : فعلت ونعم " ، وفي الحديث ، " فضلنا على الناس بثلاث : أوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة {[592]} من بيت {[593]} تحت العرش ، لم يُعطَها أحدٌ قَبلي ولم يُعْطَها أحدٌ بَعدي {[594]} .
والحمدل لله حق {[595]} حمده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.