تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (286)

{ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } إلا طاقتها ، وهذا في حديث النفس { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } قوله : { إن نسينا } هذا فيما يتخوف فيه العبد المأثم ، أن ينسى أن يعمل بما أمر به ، أو ينسى فيعمل بما نهي عنه { أو أخطأنا } هذا فيما يتخوف فيه العبد المأثم أن يخطئ ، فيكون منه أمر يخاف فيه المأثم لم يتعمده .

{ ربنا ولا تحمل علينا إصرا } أي ثقلا { كما حملته على الذين من قبلنا } يعني ما كان شدد به على بني إسرائيل ، وكان من ذلك الإصر ما كان حرم عليهم من الشحوم ، وكل ذي ظفر ، وأمر السبت ، وكل ما كان عهد إليهم ألا يفعلوه مما أحل لنا { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } يعني الوسوسة ، في تفسير ابن عباس .

يحيى : عن المبارك ، عن أبي هريرة ، أن رجلا ، قال : يا رسول الله ، إني لأحدث نفسي بالشيء ما يسرني أني تكلمت به ، وأن لي الدنيا ، قال : ذلك محض الإيمان{[193]} { واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } قال الحسن : هذا دعاء أمر الله به النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وقد أخبر الله النبي أنه قد غفر له .

يحيى : عن هشام ، عن قتادة ، قال : قال رسول الله عليه وسلم : " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة ، فوضعه تحت العرش ، فأنزله منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، لا تقرآن في بيت ، فيقربه الشيطان ثلاث ليال : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه } إلى آخر السورة " {[194]} .


[193]:أخرجه مسلم( 1/119، ح 132).
[194]:أخرجه الترمذي (5/147، ح 2882) وقال: حديث حسن غريب، والنسائي في الكبرى (6/240، ح 10802 – 10803) الحاكم في المستدرك (1/562) وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.