تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (119)

{ وعلى الثلاثة الذين خلفوا } يعني وتاب على الثلاثة الذين خلفوا وهم هلال بن أميَّة وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع ، تخلفوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة تبوك ، " فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من غزوة تبوك دخل المسجد وجاء المخلفون يعتذرون فقبل منهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى فقال : " ما خلفك يا كعب ؟ " قلت : لو حلفت بين يدي غيرك لكان لي مخرج والله لا أكذب بين يديك والله ما كان لي عذر ، فقال : " قم حتى يقضي الله فيك ما شاء " وجاء مرارة بن الربيع وهلال بن أميَّة فاعتذرا بمثل ذلك ، ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن مواكلتهم ومجالستهم ، وربطوا أنفسهم في سواري المسجد حتى مضت خمسون ليلة ، قال كعب : فبينا أنا أصلي الصبح إذ سمعت نداء : أبشر يا كعب ، فخرجت وأتيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : " أبشر يا كعب " فقلت : من عندك أم من عند الله ؟ فقال : " بل من عند الله " وتلا الآية { وكونوا مع الصادقين } وهم الذين صدقوا في دين الله ، وقيل : الثلاثة ، أي كونوا مثل هؤلاء الثلاثة في صدقهم ونياتهم ، وعن ابن عباس : الخطاب لمن آمن من أهل الكتاب ، أي كونوا من المهاجرين والأنصار .