تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (119)

وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) في ظاهر الآية أن قوما عرفوا بالصدق ، فأمروا بالكون معهم . ويشبه أن يكون أمر هؤلاء [ الذين ][ ساقطة من الأصل وم ] تخلفوا عن رسول الله بالكون مع المهاجرين والأنصار الذين كانوا مع رسول الله .

وفيه دلالة على أن الإجماع حجة ؛ لأنه أمر بالكون مع الصادقين في دين الله . فلو لم يلزمهم قبول قولهم ثم يكن الأمر بالكون معهم وجه . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه ( وكونوا مع الصادقين ) وهو ظاهر

وقوله تعالى : ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وهو ظاهر .

وقوله تعالى : ( واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) يحتمل وجوها :

أحدها : احفظوا الله في حقه ، ولا تضيعوه ، ( وكونوا مع الصادقين ) في وفاء ذلك وحفظه .

والثاني[ في الأصل وم : أو ] : اتقوا ما في ترك ما امتحنكم به من الخروج والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من المحن .

والثالث[ في الأصل وم : أو ] : يقول : اتقوا مخالفة الله ورسوله في ما يأمركم به ، وكونوا مع الموافقين لأمره ، والله أعلم .