الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (119)

قوله{[30214]} : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }[ 119 ] .

والمعنى : يا أيها الذين صدّقوا بالله ورسوله ، { اتقوا الله } ، أن تخالفوه ، { وكونوا } ، في الآخرة { مع الصادقين }/ ، أي : مع النبي عليه السلام{[30215]} ، وأصحابه .

كذلك{[30216]} ، قال زيد بن أسلم{[30217]} ، والضحاك ، وابن جبير{[30218]} .

قال الضحاك : { مع الصادقين } ، مع أبي بكر وعمر وأصحابهما{[30219]} .

وقال ابن جرير : مع المهاجرين الصادقين{[30220]} .

وتأويل ذلك عند ابن مسعود : أن يصدقوا في قولهم ، وأنه نهي عن الكذب .

وكان يقرأ : " وكونوا{[30221]} مع الصادقين " {[30222]} .


[30214]:زيادة من "ر".
[30215]:في "ر"، رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[30216]:في "ر"، بين: وأصحابه، وكذلك زيادة: وليس ذلك في الدنيا؛ لأن الكافر والمنافق قد كان في الدنيا مع النبي صم صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
[30217]:جامع البيان 14/559، وفيه: "...عن زيد بن أسلم، عن نافع".
[30218]:لم أجد فيما لدي من مصادر من عزاه إلى الضحاك وابن جبير. ولعل أبا محمد، رحمه الله، قد وهم في النسبة.
[30219]:جامع البيان 14/559، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1906، وتفسير ابن كثير 2/399، والدر المنثور 4/316، وفتح القدير 2/472.
[30220]:جامع البيان 14/559. وينظر تفسير البغوي 4/109.
[30221]:في الأصل: وكانوا، وهو تحريف محض.
[30222]:بفتح القاف وكسر النون على التثنية قراءة عبد الله بن مسعود 113، وتفسير البغوي 4/109، من غير ضبط. وقرأ بها ابن السميفع، وأبو المتوكل، ومعاذ القارئ، في زاد المسير 3/514، والبحر المحيط 5/114، وزاد نسبتها إلى زيد بن علي. وفيه: "ويظهر أنهما: الله ورسوله، لقوله تعالى: {ولما رأى المومنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله} [الأحزاب آية 22]، ولما تقدم {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}، أمروا بأن يكونوا مع الله ورسوله بامتثال الأمر واجتناب المنهي عنه". وفي جامع البيان 14/559: "وكان ابن مسعود فيما ذكر عنه، يقرؤه: "وكونوا من الصادقين" ويتأوله أن ذلك نهي من الله عن الكذب. و"من" أعم من "مع"، لأن كل من كان من قوم فهو معهم في المعنى المأمور به، ولا ينعكس ذلك البحر المحيط 5/114.