بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (119)

قوله تعالى : { مّسْتَقِيمٍ يا أيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله } ، يعني : اخشوا الله ولا تعصوه ، يعني : من أسلم من أهل الكتاب . { وَكُونُواْ مَعَ الصادقين } ؛ قال الضحاك : يعني : مع الذين صدقت نياتهم ، واستقامت قلوبهم وأعمالهم ، وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو بإخلاص ونية ، ويقال : هذا الخطاب للمنافقين الذين كانوا يعتذرون بالكذب ، ومعناه : { يا أيها الذين آمنوا } في العلانية { اتقوا الله } ، { وكونوا مع الصادقين } الذين صدقوا .

وروي عن كعب بن مالك أنه قال : فينا نزلت : { وَكُونُواْ مَعَ الصادقين } وقال الكلبي : { وكونوا مع الصادقين } يعني : الأنصار والمهاجرين الذين صلوا القبلتين ، وقال مقاتل : الذين وصفهم الله تعالى في آية أخرى : { إِنَّمَا المؤمنون الذين ءَامَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُ على أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حتى يَسْتَأذِنُوهُ إِنَّ الذين يَسْتَأذِنُونَكَ أولئك الذين يُؤْمِنُونَ بالله وَرَسُولِهِ فَإِذَا استأذنوك لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ واستغفر لَهُمُ الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور : 62 ] الآية ويقال : { مَعَ الصادقين } في إيمانهم ، يعني : أبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً رضوان الله عليهم حدثنا الفقيه أبو جعفر قال : حدثنا أبو بكر القاضي قال : حدثنا أحمد بن جرير قال : حدثنا قتيبة قال : حدثنا عبد الرحمن البخاري ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : { وَكُونُواْ مَعَ الصادقين } قال : أمروا أن يكونوا مع أبي بكر وعمر وأصحابهما رضي الله عنهم .