اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَوَلَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقٗا فَفَتَقۡنَٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ} (30)

قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الذين كفروا } الآيات . اعلم أنه تعالى شرع الآن في الدلائل الدالة على وجود الصانع ، وعلى كونه منزهاً عن الشريك ، وعلى التوحيد ، فتكون كالتوكيد لما تقدم ، لأنها دالة على حصول الترتيب العجيب في العالم ، ووجود إلهين يقتضي وقوع الفساد . وفيه رَدٌّ على عبدة الأوثان من حيث أن الإله القادر على مثل هذه المخلوقات العظيمة ، كيف يجوز في العقل أن يعدل عن عبادته إلى عبادة حجر لا يضر ولا ينفع ؟ فهذا وجه النظم{[28192]} . قرأ ابن كثير «أَلَمْ يَرَ » من غير واو ، والباقون بالواو{[28193]} . ونظير حذف الواو{[28194]} وإثباتها هنا ما تقدم في البقرة وآل عمران في قوله : { قَالُواْ اتخذ الله وَلَداً }{[28195]} { سارعوا إلى مَغْفِرَةٍ }{[28196]} ، وقد تقدم حكمه ، وإدخال الواو يدل على العطف على آخر تقدمه . والرؤية هنا يجوز أن تكون قلبية ، وأن تكون بصرية . ف «أَنَّ » وخبرها سادة مسد مفعولين عند الجمهور على الأول{[28197]} ، ومسد واحد والثاني محذوف{[28198]} عند الأخفش{[28199]} . وسادة مسد واحد قط على الثاني{[28200]} . فإن قيل : إن كان المراد بالرؤية البصرية فمشكل{[28201]} ، لأن القوم ما رأوهم كذلك ألبتة ، ولقوله تعالى : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السماوات والأرض }{[28202]} . وإن كان المراد بالرؤية العلم{[28203]} فمشكل ، لأن الأجسام قابلة للفتق والرتق{[28204]} في أنفسها فالحكم عليها بالرتق أولاً وبالفتق ثانياً لا سبيل إليه إلا بالسمع والمناظرة مع الكفار{[28205]} المنكرين للرسالة ، فكيف يجوز مثل{[28206]} هذا الاستدلال ؟

فالجواب : المراد{[28207]} من الرؤية العلم ، وما ذكروه من السؤال فدفعه من وجوه :

أحدها : أنا نثبت نبوة محمد - عليه السلام{[28208]}- بسائر المعجزات ، ثم نستدل بقوله ، ثم نجعله دليلاً على حصول النظام في العالم ، وانتفاء الفساد عنه ، وذلك يؤكد{[28209]} الدلالة المذكورة في التوحيد .

وثانيها : أن يحمل الرتق والفتق على إمكان الرتق والفتق ، والعقل يدل عليه لأن الأجسام يصح عليها الاجتماع والافتراق فاختصاصها بالاجتماع دون الافتراق أو بالعكس يستدعي مخصصاً .

وثالثها : أن اليهود والنصارى كانوا عالمين بذلك ، فإنه جاء في التوراة أن الله تعالى خلق جوهرة ، ثم نظر إليها بعين إلهية ، فصارت ماء ، ثم خلق السموات والأرض منها ، وفتق بينهما ، وكان بين اليهود وعبدة الأوثان نوع صداقة بسبب الاشتراك في عداوة{[28210]} محمد - صلى الله عليه وسلم{[28211]} - ، فاحتج الله عليهم بهذه الحجة على أنهم يقبلون قول اليهود في ذلك{[28212]} .

قوله : «كَانَتَا » الضمير يعود على «السَّمواتِ والأَرضَ » بلفظ التثنية والمتقدم جمع وفي ذلك أوجه :

أحدها : ما ذكره الزمخشري فقال : وإنما قال «كَانَتَا » دون كُنَّ ، لأن المراد جماعة السموات وجماعة الأرضين ، ومنه قولهم : لقاحان{[28213]} سوداوان ، أي : جماعتان ، فعل في المضمر ما فعل في المظهر{[28214]} .

الثاني : قال أبو البقاء : الضمير يعود على الجنسين{[28215]} .

الثالث : قال الحوفي : «كَانَتَا رَتْقَاً » ، و «السَّمواتِ » جمع ، لأنه أراد الصنفين . قال الأسود بن يعفر{[28216]} :

3709- إِنَّ المَنِيَّةَ وَالخَوْفَ كِلاَهُمَا ***يُوفِي{[28217]} المخَارِمَ{[28218]} يَرْقُبَان سوَادِي{[28219]}

لأنه أراد النوعين{[28220]} . وتبعه ابن عطية{[28221]} في هذا فقال : وقال : «كَانَتَا » من حيث هما نوعان ونحوه قول عمرو بن شُيَيْم{[28222]} :

3710- أَلَمْ يَحْزُنْكَ أن حِبَالَ قَيْسٍ ***وتَغْلِبَ قَدْ تَبَايَنَتَا انْقِطَاعَاً{[28223]}

قال الأخفش : «السَّموات » نوع ، والأرض نوع ، ومثله : { إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولاَ }{[28224]} {[28225]} . ومن ذلك : أصلحنا بين القومين ، ومرت بنا غنمان أسودان ، لأن هذا القطيع غنم{[28226]} ، و «رَتْقَاً » خبر ، ولم يثن لأنه في الأصل مصدر ، ثم لك أن تجعله قائماً مقام المفعول ، كالخلق بمعنى المخلوق{[28227]} أو تجعله على حذف مضاف أي : ذواتي رتق{[28228]} . وهذه قراءة الجمهور{[28229]} . وقرأ الحسن وزيد بن علي وأبو حيوة وعيسى «رَتَقاً » بفتح التاء{[28230]} وفيه وجهان :

أحدهما : أنه مصدر أيضاً ، ففيه الوجهان المتقدمان في الساكن التاء{[28231]} .

والثاني : أنه فعل بمعنى مفعول كالقَبض والنَّفَض{[28232]} بمعنى المقبوض والمنفوض ، وعلى هذا فكان ينبغي أن يطابق مخبره في التثنية . وأجاب الزمخشري عن ذلك فقال : هو تقدير موصوف ، أي : كانتا شيئاً رتقاً{[28233]} .

وقال المفضل{[28234]} : لم يقل : كانتا رتقين كقوله : { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطعام }{[28235]} وحدّ «جسداً » كذلك ما نحن فيه كل واحد رتق{[28236]} .

ورجح بعضهم{[28237]} المصدرية بعدم المطابقة في{[28238]} التثنية ، وقد عرف جوابه{[28239]} وله أن يقول : الأصل عدم حذف الموصوف ، فلا يصار إليه دون ضرورة والرتق : الانضمام ، ارتتق حلقه أي : انضم ، وامرأة رتقاء أي : منسدة الفرج فلم يمكن جماعها من ذلك . والفتق : فصل ذلك المرتتق . وهو من أحسن البديع هنا حيث قابل الرتق بالفتق{[28240]} .

فصل

قال ابن عبَّاس{[28241]} في رواية عكرمة والحسن وقتادة وسعيد بن جبير : كانتا شيئاً واحداً ملتزمين ففصل الله بينهما ، ورفع السماء إلى حيث هي وأقر الأرض . وهذا القول يوجب أن خلق الأرض مقدم على خلق السماء ، لأنه تعالى لما فصل بينهما جعل الأرض حيث هي ، وأصعد الأجزاء السماوية . قال كعب : خلق الله السموات والأرض ملتصقتين ، ثم خلق ريحاً توسطتهما ففتقتهما . وقال مجاهد والسدي : كانت السماوات مرتتقة طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبع سموات ، وكذلك الأرض مرتتقة طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبع أرضين . وقال ابن عباس في رواية عطاء وأكثر المفسرين : إن السموات كانت رتقاً مستوية صلبة لا تمطر ، والأرض رتقاً لا تنبت ، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات ، ونظيره قوله تعالى : { والسمآء ذَاتِ الرجع والأرض ذَاتِ الصدع }{[28242]} ورجحوا ذلك الوجه بقوله بعد ذلك : { وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } ، وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم ، وهو ما ذكرنا فإن قيل : هذا الوجه مرجوح ، لأن المطر لا ينزل من السموات بل من سماء واحدة ، وهي سماء الدنيا .

فالجواب : إنما أطلق عليه لفظ الجمع ، لأن كل قطعة منها سماء ، كما يقال : ثوب أخلاق{[28243]} ، وبُرْمَة أَعْشَار{[28244]} . وعلى هذا التأويل فتحمل الرؤية على الإبصار . وقال أبو مسلم : يجوز أن يراد بالفتق الإيجاد والإظهار كقوله : { فَاطِرِ السماوات والأرض }{[28245]} ، وكقوله : { بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السماوات والأرض الذي فطَرَهُنَّ }{[28246]} فأخبر عن الإيجاد بلفظ الفتق ، وعن الحال قبل الإيجاد بلفظ الرتق .

وتحقيقه أن العدم نفي محض ، فليس فيه ذوات وأعيان متباينة بل كأنه أمر واحد متصل متشابه ، فإذا وجدت الحقائق فعند الوجود والتكوين يتميز بعضها من بعض ، وينفصل بعضها عن بعض .

فبهذا الطريق يحسن جعل الرتق مجازاً عن العدم ، والفتق عن الوجود .

وقيل : إن الليل سابق النهار لقوله : { وَآيَةٌ لَّهُمُ الليل نَسْلَخُ مِنْهُ النهار }{[28247]} فكانت{[28248]} السموات والأرض مظلمة أولاً ففتقها الله بإظهار النهار المبصر{[28249]} . واعلم أن دلالة هذه الوجوه على إثبات الصانع ووحدانيته ظاهرة لأن أحداً لا يقدر على مثل ذلك{[28250]} . قوله : { وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } يجوز في «جَعَلَ » هذه أن يكون بمعنى «خَلَقَ » فيتعدى لواحد ، وهو { كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }{[28251]} و «من الماء » متعلق بالفعل قبله ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه من «كُلَّ شَيْءٍ » لأنه في الأصل يجوز أن يكون وصفاً له فلما قدم عليه نصب على الحال{[28252]} . ومعنى خلقه من الماء : أحد شيئين : إما شدة احتياج كل حيوان للماء فلا يعيش بدونه ، وإما لأنه مخلوق من النطفة التي تسمى ماء . ويجوز أن يكون ( جَعَلَ ) بمعنى ( صَيَّرَ ) فيتعدى لاثنين ثانيهما الجار{[28253]} بمعنى أنا صيرنا كل شيء حي بسبب{[28254]} من الماء لا بد له منه . والعامة على خفض «حَيٍّ » صفة لشيء{[28255]} . وقرأ حميد بنصبه{[28256]} على أنه مفعول ثان ل «جعلنا » والظرف لغو{[28257]} ، ويبعد على هذه القراءة أن يكون «جَعَلَ » بمعنى ( خلق ) ، وأن ينتصب{[28258]} «حياً » على الحال .

قال الزمخشري : و «مِنْ » في هذا نحو «مِنْ » في قوله عليه السلام{[28259]} «ما أنا مِنْ دَدٍ وَلاَ الدَّدُ مِنَّي »{[28260]} {[28261]} .

فإن قيل : كيف قال : خلقنا من الماء كل حيوان ، وقد قال : { والجآن خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السموم }{[28262]} ، وقال عليه السلام{[28263]} : «إن الله تعالى خلق الملائكة من النور »{[28264]} ، وقال في عيسى : { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطين كَهَيْئَةِ الطير بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي } ، وقال في حق آدم : { خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ }{[28265]} فالجواب : اللفظ وإن كان عاماً إلا أن القرينة المخصصة قائمة ، فإن الدليل لا بد وأن يكون مشاهداً محسوساً ليكون أقرب إلى المقصود ، وبهذا الطريق تخرج عنه الملائكة والجن وآدم وقصة عيسى لأن{[28266]} الكفار لم يروا شيئاً من ذلك{[28267]} .

فصل

قال بعض المفسرين{[28268]} : المراد بقوله : { كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } الحيوان فقط . وقال آخرون : بل يدخل{[28269]} فيه النبات ، لأنه من الماء صار نامياً ، وصار فيه الرطوبة والخضرة والنور والثمر . وهذا القول أليق بالمقصود ، لأن المعنى كأنه قال : ففتقنا السماء لإنزال المطر وجعلنا منه كل شيء في الأرض من النبات وغيره حياً . فإن قيل : النبات لا يسمى حياً . فالجواب : لا نسلم ، ويدل عليه قوله تعالى { كَيْفَ يُحْيِيِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ }{[28270]} . ثم قال { أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } والمعنى أفلا يؤمنون بأن يتدبروا{[28271]} هذه الأدلة{[28272]} فيعملوا بها ويتركوا طريقة الشرك{[28273]} .


[28192]:في تعلق هذه الآية بما قبلها. وانظر الفخر الرازي 22/161 بتصرف يسير.
[28193]:السبعة 428، الكشف 2/110، النشر 2/323، الإتحاف 310.
[28194]:[البقرة: 116].
[28195]:من قوله تعالى: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون} [البقرة: 116] وذكر هنا: قرأ الجمهور "وقالوا" بالواو عطفا لهذه الجملة الخبرية على ما قبلها، وهو أحسن في الربط، وقرأ ابن عامر بغير واو، وكذلك هي في مصاحف الشام، وتحتمل وجهين: أحدهما: الاستئناف، والثاني: حذف حرف العطف، وهو مراد، واستغني عنه بربط الضمير قبل هذه الجملة. انظر اللباب 1/254.
[28196]:[سورة آل عمران: 133] وذكر هناك: قرأ نافع وابن عامر "سارعوا" دون واو، وكذلك هي في مصاحف المدينة، والشام، والباقون بواو العطف، وكذلك هي في مصاحف مكة والعراق ومصحف عثمان، فمن أسقطها استـأنف الأمر بذلك أو أراد العطف لكنه حذف العاطف لقرب كل واحد منهما من الآخر فإن قوله: "سارعوا" وقوله: "أطيعوا" وقوله: "أطيعوا" كالشيء الواحد. ومن أثبت الواو عطف جملة أمرية على مثله، وبعد اتباع الأثر في التلاوة اتبع كل رسم مصحفه انظر اللباب 1/110.
[28197]:في ب: وعلى إلا. وهو تحريف.
[28198]:محذوف: سقط من ب.
[28199]:وذلك لأن (أنّ) المشددة ومعمولاها تسد مسد المفعولين في باب ظن وأخواتها عند الجمهور، وذهب الأخفش إلى أنها ومعموليها سادة مسد واحد والثاني محذوف. انظر الهمع 1/151-152
[28200]:أي على أن الرؤية بصرية.
[28201]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/162.
[28202]:من قوله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا} [الكهف: 51].
[28203]:في الأصل: بالعلم.
[28204]:الرتق: ضد الفتق، وهو إلحام الفتق وإصلاحه، رتقه يرتقه ويرتقه رتقا فارتتق أي التأم. اللسان (رتق). الفتق: خلاف الرتق فتقه يفتقه فتقا شقه. اللسان (فتق).
[28205]:مع الكفار: سقط من الأصل.
[28206]:مثل: سقط من ب.
[28207]:المراد: سقط من الأصل.
[28208]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[28209]:في ب: مؤكد.
[28210]:في الأصل: بعداوة.
[28211]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[28212]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/162.
[28213]:اللقاح: ذوات الألبان من النوق. ولقاحان تثنيته: لقاح، ولقاح: جمع لقحة وثني الجمع لأنهم قصدوا الجماعة.
[28214]:الكشاف 3/9.
[28215]:التبيان 2/916.
[28216]:بن يعفر: سقط من ب. وهو الأسود بن يعفر النهشلي شاعر متقدم فصيح من شعراء الجاهلية شرح شواهد المغني 2/553، الخزانة 1/405-406.
[28217]:في ب: لو في. وهو تحريف.
[28218]:في ب: المحارم. وهو تصحيف.
[28219]:البيت من بحر الكامل، وهو في مجاز القرآن 2/63، والمغني 1/204. والبحر المحيط 6/308، وشرح شواهد المغني 2/553. المنية: الموت، الحتوف: جمع الحتف وهو الموت بلا ضرب ولا قتل وقيل: فجأة. المخارم: جمع المخرم وهو منقطع أنف الجبل. والشاهد فيه أنه جعل (المنية، والحتوف) نوعين فأخبر عنهما بالمثنى مع أن (الحتوف) جمع.
[28220]:انظر البحر المحيط 6/308.
[28221]:تفسير ابن عطية 10/142.
[28222]:هو عمير بن شييم الثعلبي وهو المعروف بالقطامي، كان نصرانيا فأسلم، وهو من الطبقة الثانية من شعراء الإسلام. الخزانة 2/370-371.
[28223]:البيت من بحر الوافر قاله القطامي وهو في ديوانه (40) مجاز القرآن 2/37 تفسير ابن عطية 10/142 القرطبي 13/63، البحر المحيط 6/308 والمراد بالحبال في البيت ما بين قيس وتغلب من علاقات وعهود. تباينت: تفرقت واختلفت أي انقطعت الصلات بينهما. والشاهد أن الشاعر قال: تباينتا بلفظ التثنية مع أن (حبال) جمع، فكان الظاهر أن يقول: تباينت انقطاعا وأن يراعي الجمع في الحبال، ولكنه راعى أنهما نوعان حبال لقيس وحبال لتغلب تفسير ابن عطية 10/142.
[28224]:[سورة فاطر: 41].
[28225]:قال الأخفش: قال: "كانتا" لأنه جعلهما صنفين كنحو قول العرب: هما لقاحان سودان. وفي كتاب الله عز وجل : {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} معاني القرآن 2/634.
[28226]:أي: أن جمع التكسير – غير صيغة منتهى الجموع – واسم الجمع واسم الجنس قد ثني أحيانا نحو جمالين، وركبين في تثنية جمال وركب بقصد الدلالة في التثنية على التوزيع، ووجود مجموعتين متميزتين في شيء ما، على تأويل الجماعتين والفرقتين انظر ابن يعيش 4/153-155، الهمع 1/42، وانظر الفخر الرازي 22/162.
[28227]:انظر التبيان 2/916.
[28228]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/83، البيان 2/160.
[28229]:انظر البحر المحيط 6/309.
[28230]:المختصر (91)، والمحتسب 2/62، والبحر المحيط 6/309.
[28231]:وهما أن تجعله قائما مقام المفعول. أو تجعله على حذف مضاف أي ذواتي رتق.
[28232]:النفض بالتحريك: ما تساقط من الورق والثمر وهو فعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى المقبوض. اللسان (نفض).
[28233]:الكشاف 3/9.
[28234]:في الأصل: وقال المفصل اللام.
[28235]:[الأنبياء:8] أي أنه مفرد في موضع الجمع والمضاف محذوف. انظر التبيان 2/912.
[28236]:انظر الفخر الرازي 22/162.
[28237]:وهو أو الفضل الرازي حيث قال: (الأكثر في هذا الباب أن يكون المتحرك منه اسما بمعنى المفعول، والساكن مصدرا، وقد يكون مصدرين لكن المتحرك أولى بأن يكون في معنى المفعول، لكن هنا الأولى أن يكونا مصدرين، فأقيم كل واحد منهما مقام المفعولين ألا ترى أنه قال: "كانتا رتقا" فلو جعلت أحدهما اسما لوجب أن تثنيه، فلما قال: "رتقا" كان في الوجهين كرجل عدل، ورجلين عدل، وقوم عدل) البحر المحيط 6/309.
[28238]:في ب: و. وهو تحريف.
[28239]:وهو جواب الزمخشري المتقدم، وهو على تقدير موصوف.
[28240]:وهي ما يسمى بالطباق، وهو الجمع بين المتضادين، أي: معنيين متقابلين في الجملة الإيضاح (348).
[28241]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/162-163.
[28242]:[الطارق: 11، 12].
[28243]:أخلاق جمع خلق أي: بال، يصفون به الواحد، إذا كانت الخلوقة فيه كله، كما قالوا: برمة أعشار. اللسان (خلق).
[28244]:البرمة: قدر من حجارة، والجمع بُرَم، وبرام، وبُرْم. (اللسان "برم") وأعشار جمع العشر أي مكسرة على عشر قطع، (اللسان "عشر").
[28245]:قوله: {فاطر السماوات والأرض} ورد في القرآن ست مرات أولها [الأنعام: 14] وآخرها [الشورى: 11] انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن (523).
[28246]:[الأنبياء: 56].
[28247]:[سورة يس: 37].
[28248]:في الأصل: كانت.
[28249]:وابن الخطيب عند ترجيحه لهذه الأقوال ذكر: أن الظاهر يقتضي أن السماء على ما هي عليه، والأرض على ما هي عليه كانتا رتقا، ولا يجوز كونهما كذلك إلا وهما موجودان، والرتق ضد الفتق، فإذا كان الفتق هو المفارقة فالرتق يجب أن يكون هو الملازمة وبهذا الطريق صار قول أبي مسلم وما بعده مرجوحا ويصير قول ابن عباس في رواية عكرمة والحسن وقتادة وسعيد بن جبير أولى الوجوه. ويتلوه قول مجاهد والسدي، وهو أن كل واحد منهما كان رتقا ففتقهما بأن جعل كل واحد منهما سبعا، ويتلوه قول ابن عباس في رواية عطاء وأكثر المفسرين وهو أنهما كان صلبين من غير فطور وفرج، ففتقهما لينزل المطر من السماء، ويظهر النبات على الأرض. انظر الفخر الرازي 22/163.
[28250]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/162-163.
[28251]:انظر التبيان 2/916.
[28252]:المرجع السابق 2/917.
[28253]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/83، التبيان 2/917.
[28254]:في ب: لسبب.
[28255]:انظر البحر المحيط 6/309، والإتحاف 310.
[28256]:انظر البحر المحيط 6/309.
[28257]:أي أن (جعل) على هذه القراءة يكون بمعنى (صير)، وجوز أبو البقاء أن يكون "حيا" بالنصب صفة لـ "كل". وانظر مشكل إعراب القرآن 2/84، الكشاف 3/9-10، التبيان 2/917، البحر المحيط 6/309، والإتحاف 310.
[28258]:في ب: تنصب.
[28259]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[28260]:انظر النهاية في غريب الحديث 2/109، الفائق 1/420، الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (110)، والدد: اللهو واللعب.
[28261]:الكشاف: 3/9.
[28262]:[الحجر: 27].
[28263]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[28264]:في صحيح مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" (زهد) 4/94، 22 وأحمد 6/158، 168.
[28265]:من قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} [آل عمران: 59].
[28266]:في الأصل: أن. وهو تحريف.
[28267]:انظر الفخر الرازي 22/164.
[28268]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/164.
[28269]:في الأصل: يدخلون.
[28270]:[الروم: 50].
[28271]:في الأصل: يتدبر.
[28272]:في ب: الآية.
[28273]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/164، وفي ب: الشراك. وهو تحريف.