والجواب الثاني : قوله : { إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا } وهو إشارة منهم إلى الكفر والسحر وغيرهما . والطمع في هذا الموضع يحتمل اليقين ، كقول إبراهيم - عليه السلام{[37135]} - : «وَالَّذِي أَطْمَعُ »{[37136]} . ويحتمل الظن ، لأن المرء لا يعلم ما سيختاره من بعد{[37137]} . قوله : «أَنْ كُنَّا » . قرأ العامة بفتح «أَنْ » أي : لأن كُنَّا بينوا القول بالإيمان وقرأ أبان بن تغلب وأبو معاذ{[37138]} بكسر الهمزة{[37139]} ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنها شرطية ، والجواب محذوف لفهم المعنى{[37140]} ، أو متقدم عند من يجيزه{[37141]} .
نظيره قول القائل{[37142]} : «إنْ كُنْتُ عملتُ فوفِّنِي حَقِّي » مقولة لمن يؤخر جعله{[37143]} .
والثاني : أنها المخففة من الثقيلة ، واستغني عن اللام الفارقة{[37144]} لإرشاد المعنى إلى الثبوت دون النص{[37145]} كقوله :
3902 - وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامُ المَعَادِنِ{[37146]} *** . . .
وفي الحديث : «إن كان رسول ( الله - صلى الله عليه وسلم ){[37147]} - يحبُّ العسل » أي : ليحبُّه{[37148]} .
والمعنى على الأول{[37149]} : لأن كنا أول المؤمنين ، من الجماعة الذين حضروا ذلك الموقف ، أو يكون المراد : من السحرة خاصة ، أو من رعية فرعون ، أو من أهل زمانهم{[37150]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.