اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلۡقَآءَ مَدۡيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يَهۡدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (22)

قوله : { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ } أي : قصد نحوها ماضياً إليها ، يقال : داره تلقاه دار فلان ، إذا كانت محاذيتها وأصله من اللقاء . قال الزجاج : أي : سلك الطريق الذي تلقاء مدين فيها{[39955]} . قال ابن عباس : خرج وما قصد مدين ولكنه سلم نفسه إلى الله ومشى من غير معرفة فأسلمه الله إلى مدين{[39956]} ، وقيل : وقع في نفسه أن بينهم وبينه قرابة ؛ لأنهم من ولد مدين بن إبراهيم وكان من بني إسرائيل ، سميت البلدة باسمه فخرج ولم يكن له علم بالطريق بل اعتمد على الله{[39957]} ، وقيل : جاءه{[39958]} جبريل عليه السلام ، وعلمه الطريق{[39959]} .

قال ابن إسحاق : خرج من مصر إلى مدين خائفاً{[39960]} بلا زاد ولا ظهر وبينهما مسيرة ثمانية أيام ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر{[39961]} . { قَالَ عسى ربي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السبيل } ، أي : قصد الطريق إلى مدين .


[39955]:في ب: جاءهم.
[39956]:معاني القرآن وإعرابه 4/138.
[39957]:انظر الفخر الرازي 24/238.
[39958]:انظر الفخر الرازي 24/238.
[39959]:في الأصل: حافياً.
[39960]:المرجع السابق.
[39961]:انظر الفخر الرازي 24/238.