قوله «مِنْ شاطئ » «مِنْ » لابتداء الغاية{[40190]} ، و «الأَيْمَنِ » صفة للشاطئ أو للوادي ، والأَيْمَنُ من اليُمْنِ ، وهو البَرَكة ، أو مِنَ اليمين المعادل لليسار من العضوين ، ومعناه على هذا بالنسبة إلى موسى ، أي : الَّذي على يمينك دون يسارِك{[40191]} ، والشاطئ ضفة الوادي{[40192]} والنهر أي : حافته وطرفه ، وكذلك الشَّطُّ والسيف والساحل كلها بمعنى ، وجمع الشاطئ «أَشْطاءٌ » قاله الراغب{[40193]} ، وشاطأت فلاناً : ماشيته على الشاطئ{[40194]} .
قوله : «فِي البُقْعَة » متعلق ( ب «نُودِيَ » أي ){[40195]} بمحذوف على أنه حال من الشاطئ{[40196]} ، وقرأ العامة بضم الباء ، وهي اللغة الغالبة ، وقرأ مسلمة{[40197]} والأشهب العقيلي بفتحها{[40198]} وهي لغة حكاها أبو زيد قال : سمعتهم يقولون : هذه بقعةٌ طيبة{[40199]} ، ( ووصف البقعة بكونها مباركة لأنه حصل فيها ابتداء الرسالة ، وتكليم الله تعالى إياه ){[40200]} {[40201]} .
قوله : «مِنَ الشَّجَرَةِ » هذا{[40202]} بدل من «شاطئ » بإعادة العامل ، وهو بدل اشتمال ، لأن الشجرة كانت ثابتة على الشاطئ كقوله{[40203]} : { لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بالرحمن لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ }{[40204]} [ الزخرف : 33 ] .
قوله : { أَن يا موسى } هي المفسرة{[40205]} ، وجوِّز فيها أن تكون هي المخففة{[40206]} ، واسمها ضمير الشأن ، وجملة النداء مفسرة له ، وفيه بُعد{[40207]} .
قوله { إني أَنَا الله } العامة على الكسر على إضمار القول ، أو على تضمين النداء معناه ، وقرئ بالفتح{[40208]} ، وفيه إشكال ، لأَنَّهُ إنْ جعلت «أَنْ » تفسيرية ، وجب كسر «إنِّي »{[40209]} للاستئناف المفسر للنداء بماذا كان ، وإن جعلتها مخففة لزم تقدير «أَنِّي » بمصدر ، والمصدر مفرد ، وضمير الشأن لا يفسر بمفرد ، والذي ينبغي أن تُخرَّج عليه هذه القراءة أن تكون «أَنْ » تفسيرية و «أَنِّي »{[40210]} معمولة لفعل مضمر تقديره أَنْ يا موسى اعلم أَنِّي أنا الله{[40211]} ، واعلم أنه تعالى قال في سورة النمل { نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النار وَمَنْ حَوْلَهَا } [ النمل : 8 ] وقال ها هنا : نُودِي أَنِّي أنا اللَّه ربُّ العالمين ، وقال في سورة طه { نُودِيَ يا موسى إني أَنَا رَبُّكَ } [ طه : 11 - 12 ] ، ولا منافاة بين هذه الأشياء ، فهو تعالى ذكر الكلّ إلا أنه تعالى حكى في كل سورة بعض ما اشتمل عليه بعض ذلك النداء{[40212]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.