قوله : { وَلَمَّا ( أَن ){[41401]} جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً } أي إنهم من عند إبراهيم جاءوا إلى لوط على صورة البشر فظنهم بشراً فخاف عليهم من قومه لأنهم كانوا في أحسن صورة والقوم كما عرف حالهم «سِيءَ بِهِمْ » أي جاءه ما ساءه وخاف ، ثم عجز عن تدبيرهم{[41402]} فحزن { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } كناية عن العجز في تدبيرهم قال الزمخشري : يقال : طال ذَرْعُهُ وذراعه للقادر ، وضاق للعاجز ، وذلك لأن من طال ذراعه يصل إلى ما لا يصل إليه قصير الذراع والاستعمال يحتمل وجهاً آخر معقولاً وهو أن الخوف والحزن يوجبان انقباض الروح ، ويتبعه اشتمال القلب عليه فينقبض هو أيضاً والقلب{[41403]} هو المعتبر من الإنسان فكأن الإنسان انقبض و انجمع وما يكون كذلك يقل{[41404]} ذرعه ومساحته فيضيق ، ويُقال في{[41405]} الحزين ضاق ذَرْعُهُ والغضب والفرح يوجبان{[41406]} انبساط الرُّوحِ فيبسط{[41407]} مكانه وهو القلب ، ويتسع فيقال : طال ذرْعه ، ثم إن الملائكة لما رأوا أول الأمر ، وحزنه بسبب تدبيرهم في ثاني الأمر قالوا : لا تخف من قومك علينا ولا تحزن بإهلاكنا إياهم { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } ، وإنا منزلون عليهم العذاب حتى يتبين له أنهم ملائكة فيطول ذرعه بطول رَوْعه .
قوله : «إنَّا مُنَجُّوكَ » في الكاف وما أشبهها مذهبان ، مذهب سيبويه : أنها في محل جر ، ومذهب الأخفش وهِشام أنها في محل نصب . وحذف النون والتنوين لشدة اتّصال الضَّمير .
وقد تقدمت قراءتا التخفيف والتثقيل في «لننجينه » مُنَجُّوك «في الحِجْرِ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.