اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ} (22)

قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السماوات والأرض } ثم لما أشار إلى دلائل الأنفس والآفاق ( ذكر{[41914]} ) ما هو من صفات الأنفس وهو قوله : «واخْتِلاَفَ ألْسِنَتِكُمْ » أي لغاتكم من عرب وعجم مع تنوع كل من ( الجنسين{[41915]} ) إلى أنواع شتى لا سيّما العجم ، فإن لغاتهم مختلفة ، وليس المراد بالألسنة الجوارح ، وقيل : المراد بالألسن اختلاف الأصوات ، وأما اختلاف الألوان فالمراد أبيضُ وأسودُ وأحمرُ وأنتم ولدُ رجلٍ واحد ، ( وامرأةٍ واحدة{[41916]} ) . وقيل : المراد باختلاف الألوان الذي بين ألوان الإنسان فإن واحداً منهم مع كَثْرة عددهم ، وصغر حجم قدودهم لا يشتبه بغيره ، والسموات مع غيرها وقلة عددها مشتبهات في الصورة { إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِلْعَالَمِينَ } ، قرأ حفص بكسر اللام ، جعله جمع عَالِمٍ ضد الجاهل ونحوه : { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العالمون } والباقون{[41917]} بفتحها لأنها آيات لجميع الناس وإن كان بعضهم يَغْفُلُ عنها وقد تقدم أول الفاتحة{[41918]} الكلام في «العَالَمِينَ » ( قيل{[41919]} ) : هو جمع أو اسم جمع .


[41914]:ساقط من "ب".
[41915]:ساقط من "ب".
[41916]:انظر: القرطبي 14/18 وما بين القوسين كله ساقط من "ب".
[41917]:انظر: الإتحاف 348 والسبعة 506 وإبراز المعاني 640، 641 ومعاني الفراء 2/323 الذي قال فيه: يريد العالَمَ من الجن والإنس، ومن قرأها: "للعالمين" بالكسر فهو وجه جيد لأنه قال: "لآيات لقوم يعقلون".
[41918]:قيل هناك: إن عالمين اسم جمع لأن واحده من غير لفظه، ولا يجوز أن يكون جمعاً "لِعَالَمٍ"؛ لأن الصحيح في "عالم" أنه يطلق على كل موجود، سوى البارئ لاشتقاقه من العلامة و "عالَمُونَ" بصيغة الجميع لا يطلق إلا على العقلاء دون غيرهم فاستحال أن يكون "عالمون" جمع عالم لأن الجمع لا يكون أخصّ من المفرد.
[41919]:ساقط من "ب".