اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ} (16)

قوله : { أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }{[46842]} وهذا بيان للسَّبب الذي حملهم على الاستهزاء بجميع المعجزات وهو اعتقادهم أن من مات وتفرقت أجزاؤه في العالم فما فيه من الأرض اختلط ( بتراب ){[46843]} الأرض وما فيه من المائية والهوائية اختلط ببخارات العالم . فهذا الإنسان كيف يعقل عَوْدُه بعينه حيًّا ثانياً ؟ ! ثم إنه تعالى لما حكى عنهم هذه الشبهة قال : قُلْ ( لَهُمْ ){[46844]} يا محمد «نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُون » أي نعم تبعثون وأنتم صاغرون ، والدخور أشد الصغار وإنما اكتفى تعالى بهذا القدر من الجواب لأنه ذكر في الآية المتقدمة البرهان القطعي{[46845]} على أنه ( أمر ){[46846]} ممكن وإذا ثبت الجواب القطعي فلا سبيل إلى القطع بالوقوع إلا بأخبار المخبر{[46847]} الصادق فلما قامت المعجزات على صدق محمد - عليه ( الصلاة و ) السلام - كان واجب الصدق فكان مجرد قوله : «نَعَمْ » دليلاً قاطعاً على الوقوع . {[46848]}


[46842]:وانظر تفسيره 26/127 و 128.
[46843]:سقط من ب.
[46844]:زيادة من ب.
[46845]:في "أ" القطع والرازي هنا موافق ل "ب".
[46846]:سقط من ب.
[46847]:في ب: للمخبر.
[46848]:وانظر: التفسير الكبير للإمام الرازي 26/128.