قوله ( تعالى ) : { يَزِفُّونَ } حال من فاعل «أقْبَلُوا » . و «إلَيْهِ » يجوز تعلقه بما قبله أو بما بعده{[47219]} ، وقرأ حمزة يُزِفُّونَ بضم الياء{[47220]} من أَزَفَّ . وله معنيان :
أحدهما : أنه من أزف يُزِفّ أي دخل في الزفيف{[47221]} وهو الإسراع ، أو زِفاف العَرُوس ، وهو المشى على هَيْئَةٍ ؛ لأن القوم كانوا في طمأنينة من أمرهم ، كذا قيل .
وهذا الثاني ليس بشيء ، إذ المعنى أنهم لما سمعوا بذلك بادروا مسرعين ، فالهمزة على هذا ليست للتعدية{[47222]} .
والثاني : أنه من أزَفَّ غَيْرَهُ أي حمله على الزفيف وهو الإسراع ، أو على الزِّفَاف{[47223]} ، وقد تقدم ما فيه ، وباقي السبعة بفتح الياء من زفَّ الظليمُ{[47224]} يَزِفُّ أي عَدَا بسُرعة{[47225]} . وأصل الزفيف للنعام . وقرأ مجاهد وعبد الله بن يزيد{[47226]} والضحاك وابن أبي عبلة : يَزِفُونَ من وَزَفَ يَزِفُ أي أسرع إلا أنَّ الكِسائيِّ والفراءَ قالا لا نعرفها بمعنى زَفَّ{[47227]} . وقد عرفها غيرهما ، قال مجاهد- وهو بعض من قرأ بها- : الوزيفُ النسلان{[47228]} ، وقرئ : يُزَفُّونَ مبنياً للمفعول ويَزْفُونَ كَيرمُونَ من زَفَاهُ بمعنى حداه كأن بعضهم يَزْفُو بعضاً لتسارعهم إليه{[47229]} ، وبين قوله : { فَأَقْبَلَوا } وقوله { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ } جمل محذوفة يدل عليها الفَحْوى أي فبلغهم الخبر ، فرجعوا من عيدهم ونحو هذا . {[47230]}
قال ابن عرفة{[47231]} : من قرأ بالنصب{[47232]} فهو من زَفّ يَزِفُّ ( ومن{[47233]} قرأ بالضم فهو من : أَزَفَّ يزف ){[47234]} قال الزجاج : يَزِفُون يسرعون ، وأصله من زفيف النعامة وهو من أشدّ{[47235]} عَدْوِهَا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.