اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ} (86)

قوله : { أَإِفْكاً } فيه أوجه :

أحدها : أنه مفعول من أجله ، أي أتريدون آلهةً دون الله إفكاً ، فآلهة مفعول به ، ودون ظرف «لتُريدُونَ » وقدمت معمولات الفعل اهتماماً بها ، وحَسَّنَهُ كون العامل رأس فاصلة ، وقدم المفعول من أجله على المفعول به اهتماماً به لأنه مكافح لهم بأنهم على إفك وباطل ، وبهذا الوجه بدأ الزمخشري{[47193]} .

الثاني : أن يكون مفعولاً وتكون «آلهة » بدلاً منه{[47194]} ، جعلها نفس الإفك مبالغة فأبدلها عنه وفسره بها{[47195]} . ولم يذكر ابنُ عَطِيَّةَ غَيْرَهُ{[47196]} .

الثالث : أنه حال من فاعل «تُرِيدُونَ » أي تريدون آلهة أَفِكِينَ أو ذَوِي إفْكٍ ، وإليه نحا الزمخشري{[47197]} .

قال أبو حيان : وجعل المصدر حالاً لا يطرد إلى مع أَمَّا نحو : أَمَّا علماً فَعَالم{[47198]} ، والإفك أسوأ الكَذِب .


[47193]:انظر هذا في الزمخشري في كشافه 3/344 والتبيان لأبي البقاء 1091 والدر للسمين 4/559 والبحر 7/365.
[47194]:ذكره أبو حيان في البحر عن ابن عطية 7/365 والسمين في الدر وابن الأنباري في البيان 2/306 ومكي في مشكل الإعراب 2/238 والزمخشري في الكشاف 3/343، 344.
[47195]:السمين 4/559، 560.
[47196]:المرجع السابق وهو البحر المجيط .
[47197]:الكشاف 3/344 وانظر: البحر أيضا المرجع السابق.
[47198]:السابق.