اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَرَاغَ عَلَيۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡيَمِينِ} (93)

فراغ عليهم مال عليهم مستخفياً{[47209]} .

قوله : { ضَرْباً } مصدر واقع موقع الحال أي فراغ عليهم ضارباً ، أو مصدر لفعل ذلك الفعل حال تقديره فراغ يَضْرِبُ ضَرْباً{[47210]} ، أو ضمن راغ معنى «يضرب » وهو بعيد{[47211]} ، و «باليَمِينِ » متعلق «بضَرْباً » إن لم تجعله مؤكداً وإلا فلعامله{[47212]} ، واليمين يجوز أن يراد بها إحدى اليدين وهو الظاهر وأن يراد بها القوة{[47213]} ، فالباء{[47214]} على هذا للحال أي ملبساً{[47215]} بالقوة ، وأن يراد بها الحَلِف وفاءً ، بقوله : { وتالله لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ }{[47216]} [ الأنبياء : 57 ] والباء على هذا للسبب{[47217]} ، وعدي «راغ » الثاني «بعلى » لما كان مع الضرب المستولي عليهم من فوقهم إلى أسفلهم بخلاف الأول فإنه مع توبيخ لهم ، وأتى بضمير العقلاء في قوله : «عَلَيْهِمْ » جرياً على ظن عبدتها أنها كالعُقَلاَءِ{[47218]} .


[47209]:وانظر كل هذا في الرازي 26/148.
[47210]:قال بالقول الأول الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 4/309 وبالأقوال الثلاثة أبو حيان في البحر 7/366 والسمين في الدر 4/560، وكذا الزمخشري في الكشاف 3/345 بينما قال بالثاني والثالث أبو البقاء في التبيان 1091 وبالثالث فقط مكي في المشكل 2/238.
[47211]:قال بالقول الأول الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 4/309 وبالأقوال الثلاثة أبو حيان في البحر 7/366 والسمين في الدر 4/560، وكذا الزمخشري في الكشاف 3/345 بينما قال بالثاني والثالث أبو البقاء في التبيان 1091 وبالثالث فقط مكي في المشكل 2/238.
[47212]:السمين 4/560.
[47213]:الكشاف 3/345 والقرطبي 15/94.
[47214]:في ب: غالبا. وهو تحريف.
[47215]:كذا في أ و في ب ملتبسا وهما قريبان.
[47216]:أصنامكم سقط من ب.
[47217]:بالمعنى من الكشاف 3/345 واللفظ من السمين 4/560.
[47218]:السابق.