اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَا يُفَتَّرُ عَنۡهُمۡ وَهُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ} (75)

قوله : { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } جملة حالية وكذلك { وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }{[50070]} وقرأ عبد الله : «وَهُمْ فِيهَا »{[50071]} أي في النار لدلالة العذاب عليها . واعلم أنه قد تقدم أن الخلود عبارة عن طول المُكْث ، ولا يفيد الدوام .

وقوله : { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } أي لا يخفف فلا ينقص من قولهم : فَتَرَتْ عَنْهُ الحُمَّى إذا سكَنَتْ ونقص حَرُّهَا{[50072]} .

وقوله : { وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } والمُبْلِسُ هو اليائس الساكت سكوت يائس من فَرَجٍ{[50073]} .

عن الضحاك : يُعقل المجرم في تابوت من نار ، ثم يُقْفَلُ عليه فيبقى خالداً لا يرى ولا يرى .


[50070]:الدر المصون السابق.
[50071]:قراءة شاذة غير متواترة ذكرها الفراء في معاني القرآن 3/37.
[50072]:اللسان فتر (3340 و3341).
[50073]:قاله الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 4/319.