اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سُبۡحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (82)

ثم إن تعالى نزه نفسه فقال : { سُبْحَانَ رَبِّ السماوات والأرض رَبِّ العرش عَمَّا يَصِفُونَ } أي عما يقولون من الكذب وذلك أن إله العالم يجب أن يكون واجب الوجود لذاته ، وكلّ ما كان كذلك فهو لا يقبل التَّجْزِيءَ بوجه من الوجوه ، والولد عبارة أن ينفصل عن الشيء جزءٌ فيتولد عن ذلك الجزء شخص مثله ، وهذا إنما يعقل فيما تكون ذاته قابلة للتَّجْزِيء والتبعيض ، وإذا كان ذلك مُحَالاً في حق إله العالم امتنع إثباتُ الولد .