قوله : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ولكن كَانُواْ هُمُ الظالمين } العامة على الياء خبراً لكان ، و«هم » إما فصل{[50074]} ، وإمَّا توكيد{[50075]} ، وقرأ عبد الله{[50076]} وأبو زَيْدٍ{[50077]} النحويان : الظَّالِمُونَ{[50078]} على أنه مبتدأ و«الظالمون » خبره والجملة خبر كان . وهي لغة تميم{[50079]} .
قال أبو زيد : سمعتهم يَقْرَأُونَ : { تَجِدُوهُ عِندَ الله هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } [ المزمل : 20 ] بالرفع{[50080]} . وقال قيس بن ذُرَيْح ( الشاعر ){[50081]}
4418 تَحِنُّ إلَى لَيْلَى وَأَنْتَ تَرَكْتَهَا *** وَكُنْتَ عَلَيْهَا بالمَلاَ أَنْتَ أَقْدَرُ{[50082]}
برفع «أقدر » و«أنت » فصل أو توكيد .
قال سيبويه : بلغنا أن رؤبة كان يقول : أَظُنُّ زَيْداً هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ{[50083]} يعني بالرفع .
احتج القاضي بقوله : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ولكن كَانُواْ هُمُ الظالمين } فقال : إن كان خلق فيهم الكفر ليدخلهم النار فما الذي نفاهُ بقوله : { وَمَا ظَلمناهم ( ولكن كانا هم الظالمين ) » ؟ وما الذي نسبه إليهم مما نفاه عنه نفسه ؟ أو ليس لو أثبتناه لهم كان لا يزيد عما يقوله القوم ؟ فإن قالوا ذلك الفعل لم يقع بقدرة الله عزّ وجلّ بل إنما وقع بقدرة الله مع قدرة العبد معاً فلم يكن ذلك ظلماً من الله تعالى : قلنا{[50084]} : عندكم القدرةُ على الظلم موجبة للظلم ، وخالق تلك القدرة هو الله تعالى ، وكأنه تعالى لما فعل مع خلق الكفر قدرة على الكفر خرج من أن يكون ظلماً لهم ، وذلك محال ، لأن من يكون ظالماً في فعله إذا فعل معه ما يوجب ذلك الفعل يكون ذلك أحق فيقال للقاضي : قدرة العبد هل هي صالحة للطرفين أو هي متعيِّنة لأحد الطرفين ؟ فإن كانت صالحة لكلا الطرفين فالترجيح إنْ وقع لا لمرجّح ، لزم نفي الصانع ، وإن افتقر إلى مرجَّح عاد التقسيمُ الأول ، وأن ينتهي إلى داعية مرجحة يخلقها الله تعالى في العبد ، وحينئذ يلزمك ما ألزمته علينا .
وأن كانت تلك القدرة متعينة لأحد الطرفين فحينئذ يلزمك ما أوردته علينا . قال ابن الخطيب : وليس الرجل من يرى ( وجه ){[50085]} الاستدلال فيذكره إنما الرجل مَنْ{[50086]} ينظر فيما قبل الكلام وفيما بعده ، فإن رآه وارداً على مذهبه بعينه لم يَذْكره{[50087]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.