اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا} (12)

قوله : { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرسول والمؤمنون إلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً } أي ظننتم أن العدو يستأصلهم ولا يرجعون . قرأ عبد الله : إلَى أهلهم{[51690]} دون ياء ، بل أضاف الأهل مفرداً{[51691]} .

قوله : { وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ } . قرئ : وزين مبنياً للفاعل{[51692]} أي الشيطان أو فِعْلُكُم زين ذلك الظن في قلوبكم { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السوء } وذلك أنهم قالوا : إن محمداً وأصحابه أكلة رأس فلا يرجعون فأين تذهبون معه ؟ انتظروا ما يكون من أمرهم { وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } أي صرتم هَلْكَى لا تصلحون لخير{[51693]} . وقيل : كنتم على بابها من الإخبار بكونهم في الماضي كذا{[51694]} . والبُورُ الهلاكُ . وهو يحتمل أن يكون هنا مصدراً أخبر به عن الجمع كقوله :

4490 يَا رَسُول الإِلَهِ إنَّ لِسَانِي *** رَاتِقٌ مَا فَتقْتُ إذْ أَنَا بُورُ{[51695]}

ولذا يستوي فيه المفرد والمذكر وضدهما . ويجوز أن يكون جمع بَائرٍ كحَائل وحُولٍ في المعتل{[51696]} وبَازِل وبُزْلٍ في الصحيح{[51697]} .


[51690]:البحر المحيط 8/930 ودون نسبة في الكشاف 3/544.
[51691]:فتكون حينئذ خارجة عن نطاق الملحق بجمع المذكر السالم وتكون جمع تكسير أو اسم جمع أضيف إلى الضمير.
[51692]:لم ينسبها أبو حيان في البحر 8/92 ولا الزمخشري في الكشاف 3/544.
[51693]:وهو رأي مجاهد وقتادة. انظر القرطبي 16/269.
[51694]:قال بذلك العلم أبو حيان في البحر المحيط 8/93.
[51695]:بيت من الخفيف لعبد اله بن الزبعري وينسب لأمية بن أبي الصلت وليس في ديوانه. والشاهد: بور فهو مصدر بمعنى هالك وأخبر في الآية بهذا المصدر عن الجمعية أي هالكون. وانظر مجمع البيان للطبرسي 9/173 والهمع 3/226 والقرطبي 16/269 والبحر 8/93.
[51696]:معتل العين المنقلبة همزة.
[51697]:المرجعين السابقين.