قوله تعالى : { هُوَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استوى عَلَى العرش } .
تقدم [ في «الأعراف » ]{[55206]} ، والمقصود منه دلائل القدرة{[55207]} .
{ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرض } أي : يدخل فيها من مطر وغيره .
{ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من نباتٍ وغيره .
{ وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء } من رزق ومطر وملك .
{ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } يصعد فيها من الملائكة ، وأعمال العباد { وَهُوَ مَعَكُمْ } يعني : بقدرته وسلطانه وعلمه .
{ أَيْنَ مَا كُنتُمْ والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } ينظر أعمالكم ويراها ، ولا يخفى عليه شيء منها{[55208]} .
قال القرطبي{[55209]} : وقد جمع في هذه الآية بين { استوى على العرش } وبين «وهُوَ معكُم » ، والأخذ بالظَّاهر تناقض فدل على أنه لا بد من التأويل ، والإعراض عن التأويل اعتراف بالتناقض .
وقد قال أبو المعالي : إن محمداً صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لم يكن بأقرب إلى الله - عز وجل - من يونس بن متَّى حين كان في بطن الحوت . وقد تقدم .
ذكر ابن الخطيب{[55210]} عن المتكلمين أنهم قالوا : هذه المعية إما بالعلم ، وإما بالحفظ والحراسة ، وعلى التقديرين فالإجماع منعقد على أنَّه - سبحانه وتعالى - ليس معنا بالمكانِ والحيز والجهةِ ، فإذن قوله : { وَهُوَ مَعَكُمْ } لا بد فيه من التأويل ، فإذا جوَّزنا التأويل في موضع وجب تأويله في سَائر المواضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.