تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّنَ ٱلۡبَعۡثِ فَإِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ مِن مُّضۡغَةٖ مُّخَلَّقَةٖ وَغَيۡرِ مُخَلَّقَةٖ لِّنُبَيِّنَ لَكُمۡۚ وَنُقِرُّ فِي ٱلۡأَرۡحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى ثُمَّ نُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ} (5)

{ من تراب } يريد آدم { ثم من نطفة } يريد ذريته فتصبر النطفة علقة ثم تصير العلقة مضغة بقدر ما يمضغ من اللحم { مُخلَّقة } صارت خلقاً { وغير مخلَّقة } دفعتها الأرحام فلم تصر خلقاً ، أو تامة الخلق وغير تامة أو مصورة وغير مصورة ، أو لتمام شهوره وغير تمام { لنُبَيّن لكم } في القرآن بدو خلقكم وتنقل أحوالكم { يُتَوَفّى } قبل الأشد ، أو قبل أرذل العمر ، { أرذل العمر } الهرم ، أو حالة ضعف كحال خروجه من بطن أمه ، أو ذهاب العقل { لكيلا يعلم } شيئاً وينسى ما كان يعلمه ، أو لا يعقل بعد عقله الأول شيئاً . { هامدة } غبراء متهشمة ، أو يابسة لا تنبت شيئاً ، أو دراسة والهمود : الدروس { اهتزَّت } استبشرت ، أو اهتز نباتها لشدة حركته { ورَبَتْ } أضعف نباتها ، أو انتفخت لظهور نباتها على التقديم والتأخير ربت واهتزت . { زوج } نوع ، أو لون أصفر وأحمر وأخضر وغير ذلك { بهيج } حسن الصورة .