ثم ألزم الحجة على منكري البعث فقال
{ ياأيها الناس إِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مّنَ البعث } يعني إن ارتبتم في البعث فمزيل ريبكم أن تنظروا في بدء خلقكم وقد كنتم في الابتداء تراباً وماء ، وليس سبب إنكاركم البعث إلا هذا وهو صيرورة الخلق تراباً وماء { فَإِنَّا خلقناكم } أي أباكم { مّن تُرَابٍ ثُمَّ } خلقتم { مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } أي قطعة دم جامدة { ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ } أي لحمة صغيرة قدر ما يمضغ { مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } المخلقة المسواة الملساء من النقصان والعيب كأن الله عز وجل يخلق المضغة متفاوتة منها ما هو كامل الخلقة أملس من العيوب ، ومنها ما هو على عكس ذلك فيتبع ذلك التفاوت تفاوت الناس في خلقهم وصورهم وطولهم وقصرهم وتمامهم ونقصانهم . وإنما نقلناكم من حال إلى حال ومن خلقة إلى خلقة { لّنُبَيّنَ لَكُمْ } بهذا التدريج كمال قدرتنا وحكمتنا ، وأن من قدر على خلق البشر من تراب أولاً ثم من نطفة ثانياً ولا مناسبة بين التراب والماء وقدر أن يجعل النطفة علقة والعلقة مضغة والمضغة عظاماً قادر على إعادة ما بدأه { وَنُقِرُّ } بالرفع عند غير المفضل مستأنف بعد وقف . أي نحن نثبت { فِى الأرحام مَا نَشَاء } ثبوته { إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي وقت الولادة وما لم نشأ ثبوته أسقطته الأرحام { ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ } من الرحم { طِفْلاً } حال وأريد به الجنس فلذا لم يجمع ، أو أريد به ثم نخرج كل واحد منكم طفلاً { ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ } ثم نربيكم لتبلغوا { أَشُدَّكُمْ } كمال عقلكم وقوتكم وهو من ألفاظ الجموع التي لا يستعمل لها واحد { وَمِنكُمْ مَّن يتوفى } عند بلوغ الأشد أو قبله أو بعده { وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر } أخسه يعني الهرم والخرف { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً } أي لكيلا يعلم شيئاً من بعد ما كان يعلمه أو لكيلا يستفيد علماً وينسى ما كان عالماً به .
ثم ذكر دليلاً آخر على البعث فقال { وَتَرَى الأرض هَامِدَةً } ميتة يابسة { فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء اهتزت } تحركت بالنبات { وَرَبَتْ } وانتفخت . { وربأت } حيث كان : يزيد ارتفعت { وَأَنبَتَتْ مِن كُلّ زَوْجٍ } صنف { بَهِيجٍ } حسن صار للناظرين إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.