تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{ٱلۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (65)

{ نختم على أفواههم } ليعرفهم أهل الموقف فيتميزون منهم ، أو لأن إقرار غير الناطق وشهادته أبلغ من إقرار الناطق ، أو ليعلم أن أعضاءه التي أعانته في حق نفسه من المعصية صارت شهوداً عليه في حق الله ، أو إذا قالوا { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] ختم على أفواههم حتى نطقت جوارحهم { وتكلمنا } نطقاً ، أو يظهر منها ما يقوم مقام الكلام ، أو إن الموكلين بها يشهدون عليها . وسمي كلام الأرجل شهادة لأن العمل باليد والرجل حاضرة وقول الحاضر على غيره شهادة وقول الفاعل على نفسه إقرار فعبّر عما صدر عن الأيدي بالكلام وعما صدر عن الأرجل بالشهادة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' أول عظم [ من الإنسان ] يتكلم فخذه من الرجل اليسرى .