{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي عندما يجحدون ما اجترموه في الدنيا ، ويحلفون ما فعلوه ، فيختم الله على أفواههم ، ويستنطق جوارحهم . قال الرازي : وفي الختم على الأفواه وجوه . أقواها أن الله يسكت ألسنتهم فلا ينطقون بها ، وينطق جوارحهم فتشهد عليهم ، وإنه في قدرة الله يسير . أما الإسكات فلا خفاء فيه . وأما الإنطاق فلأن اللسان عضو متحرك بحركة مخصوصة . فكما جاز تحركه بها ، جاز تحرك غيره بمثلها . والله قادر على الممكنات . والوجه الآخر ، أنهم لا يتكلمون بشيء ، لانقطاع أعذارهم وانتهاك أستارهم . فيقفون ناكسي الرؤوس وقوف القنوط اليئوس ، لا يجد عذرا فيعتذر ، ولا مجال توبة فيستغفر . وتكلم الأيدي ظهور الأمور بحيث لا يسع معه الإنكار ، حتى تنطق به الأيدي والأبصار . كما يقول القائل ( الحيطان تبكي على صاحب الدار ) إشارة إلى ظهور الحزن . والأول الصحيح . انتهى . أي لإمكانه وعدم استحالته . فلا تتعذر الحقيقة . ويؤيده آية {[6339]} { وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا ، قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } .
/ ومن لطائف بعض أدباء العصر ما نظمه في الفونغراف ، مستشهدا به في ذلك ، فقال :
ينطق الفونوغراف لنا دليل *** على نطق الجوارح والجماد
وفيه لكل ذي نظر مثال *** على بدء الخليقة والمعاد
يدير شؤونه فرد بصور *** به الأصوات تجري كالمداد
فيثبت رسمها قلم بلوح *** على وفق المشيئة والمراد
وبعد فراغها تمضي كبرق *** ولا أثر لها في الكون بادي
تظن بأنها ذهبت جفاء *** كما ذهبت بريح قوم عاد
وأحلى رنّها فيه لتبقى *** كأرواح تجرد عن مواد
متى شاء المدير لها معادا *** ورام ظهورها في كل ناد
يدير الصور بالآلات قسرا *** فينشر ميتها بعد الرقاد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.