تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗاۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَشۡكُرُونَ} (58)

{ والبلد الطيب } القلب النقي { يخرج نباته } من الإيمان والطاعات { بإذن ربه } بما أمر به ذلك { والذي خبث } من القلوب { لا يخرج إلا نَكِدا } بالكفر والمعاصي ، قاله بعض أرباب القلوب ، والجمهور على أنه من بلاد الأرض الطيب التربة والرخيص السعر ، أو الكثير العلماء ، أو العادل سلطانه . ضرب الله -تعالى- الأرض الطيبة مثلا للمؤمن ، والخبيثة السبخة مثلا للكافر { يخرج نباته } زرعه وثماره { بإذن ربه } بلا كد على قول التربة ، أو صلاح أهله على قول الطيب بالعلماء { بإذن ربه } بدين ربه ، أو كثرة أمواله وحسن أحواله على قول عدل السلطان { بإذن ربه } بأمر ربه { والذي خَبُث } في تربته ، أو بغلاء أسعاره . أو بجور سلطانه ، أو قلة علمائه . { نَكِداً } بالكد والتعب ، أو قليلاً لا ينتفع به ، أو عسراً لشدته مانعا من خيره .