جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗاۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَشۡكُرُونَ} (58)

{ والبلد الطيب } أي : أرض كريمة التربة { يخرج نباته بإذنه } بمشيئته وتيسيره سريعا حسنا { والذي خَبُث } ترابه { لا يخرج } أي : نباته حذف المضاف وأقيم المضاف إليه ، أي : الضمير المجرور مقامه فصار مرفوعا مستترا { إلا نكدا } بطيئا عديم النفع ونصبه على الحال { كذلك نصرّف الآيات } نبينها مكررا { لقوم{[1627]} يشكرون } فيتفكرون في الآية وهذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر .


[1627]:ولما قص في هذه السورة مبدأ الخلق الإنساني وقص من أخباره ما قص واستطرد من ذلك إلى المعاد، ومصير أهل السعادة إلى الجنة وأهل الشقاوة إلى النار أتبع ذلك بأحوال الرسل، فبدأ بقصة نوح إذ هو الآدم الثاني وأمته أدوم تكذيبا وأقل استجابة، وغرقهم وهلاكهم بالمطر الذي هو الرحمة فقال: (لقد أرسلنا نوحا) الآية/12 وجيز.