مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{لِّلطَّـٰغِينَ مَـَٔابٗا} (22)

وثانيها : قوله { للطاغين مآبا } وفيه وجهان : إن قلنا إنه مرصاد للكفار فقط كان قوله : { للطاغين } من تمام ما قبله ، والتقدير إن جهنم كانت مرصادا للطاغين ، ثم قوله : { مآبا } بدل من قوله : { مرصادا } وإن قلنا بأنها كانت مرصادا مطلقا للكفار وللمؤمنين ، كان قوله : { إن جهنم كانت مرصادا } كلاما تاما ، وقوله : { للطاغين مآبا } كلام مبتدأ كأنه قيل إن جهنم مرصاد للكل ، ومآب للطاغين خاصة ، ومن ذهب إلى القول الأول لم يقف على قوله مرصادا أما من ذهب إلى القول الثاني وقف عليه ، ثم يقول المراد بالطاغين من تكبر على ربه وطغى في مخالفته ومعارضته ، وقوله : { مآبا } أي مصيرا ومقرا .