قوله : { لِّلطَّاغِينَ } يجوز أن يكون صفة ل «مِرْصَاداً » ، وأن يكون حالاً من «مآباً » كان صفته فلما تقدَّم نصبَ على الحال ، وعلى هذين الوجهين يتعلق بمحذوف ، ويجوز أن يكون متعلقاً بنفس «مِرْصَاداً » ، أو بنفس «مآباً » ؛ لأنه بمعنى مرجع .
قال ابن الخطيب{[59134]} : إن قيل بأن : «مِرصَاداً » للكافرين فقط ، كان قوله : «للطَّاغين » من تمام ما قبله ، والتقدير : كانت مرصاداً للطَّاغين ، ثم قوله : «مآباً » بدل قوله : «مرصاداً » ، وإن قيل : إنَّ مرصاداً مطلقاً للكفَّار والمؤمنين كان قوله تعالى : { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } كلاماً تاماً وقوله تعالى : { لِّلطَّاغِينَ مَآباً } كلاماً مبتدأ ، كأنه قيل : إنَّ جهنَّم كانت مرصاداً للكل ، و«مآباً » للطَّاغين خاصَّة ، فمن ذهب إلى القول الأول لم يقف على قوله : «مرصاداً » ومن ذهب إلى القول الثاني وقف عليه .
قال القرطبيُّ{[59135]} : «للطَّاغِينَ مآباً » بدلٌ من قوله : «مِرصَاداً » ، والمَآبُ «المرجع ، أي : مرجعاً يرجعون إليه ، يقال : آب يئوب أوْبَة : إذا رجع .
وقال قتادة : مأوى ومنزلاً{[59136]} ، والمراد بالطاغين من طغى في دينه بالكفر ودنياه بالظلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.